دور الريادة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات البعد الاقتصادي... بحث علمي في المعهد العالي للتنمية الإدارية

أصبحت استدامة الشركات جزءاً من خططها الاستراتيجية لعدم كفاية ريادة الأعمال التي تحقق لها الحصول على الفرص، ولكنها لا تؤمن لها ميزة تنافسية مستدامة، فأصبحت تسعى هذه الشركات والمنظمات للبحث عن ميزات مستدامة مستمدة من أهداف التنمية المستدامة، وذلك بما يتوافق مع سياسات هذه المنظمات وثقافاتها، وهنا برز دور ريادة الأعمال الاستراتيجية في إعطاء البعد الاستراتيجي للفرص التي تحققها ريادة الأعمال للمنظمات والاستفادة من الموارد المتاحة بما يحقق استدامتها.

 

وفي هذا الإطار أجرى الباحث علي محمد طالب دكتوراة بقسم الريادة والإبداع والاستراتيجيات في المعهد العالي للتنمية الإدارية بجامعة دمشق، بحثاً للربط بين هذه المتغيرات في إطار استراتيجي بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات البعد الاقتصادي في سورية بعنوان " دور الريادة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات البعد الاقتصادي"  (الاستدامة المؤسساتية كمتغير وسيط)

The Role of Strategic Entrepreneurship in Achieving Sustainable Development Goals of An Economic Dimension

(Institutional Sustainability as a Mediating Variable)

 

ويهدف البحث إلى تحديد عدد من العوامل التي تؤدي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ذات البعد الاقتصادي في القطاع الصناعي السوري، منها تحديد دور المتغيرات الديمغرافية، تحديد الدور المباشر للريادة الاستراتيجية من خلال،القيادة الريادية، العقلية الريادية، و الإدارة الاستراتيجية للموارد، وكما يهدف إلى تحديد  الدور غير المباشر للريادة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات البعد الاقتصادي في القطاع الصناعي السوري بوجود وسيط الاستدامة المؤسسية، و البحث في إجراءات وطنية في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات البعد الاقتصادي.

 

 وتأتي أهمية البحث من الناحية العلمية أنه لا تزال ريادة الأعمال الاستراتيجية مجالاً بحثياً ناشئاً. يمكن اعتبار شهادة الميلاد الرسمية للمجال هي العدد الخاص لعام 2001 حول "ريادة الأعمال الاستراتيجية" لمجلة الإدارة الاستراتيجية (Ireland, Hitt, Camp, & Sexton, 2001)على الرغم من وجود أعمال ذات صلة تم إجراؤها قبل عام 2001، ولكن لم تأخذ  بمجملها البعد الاستراتيجي كما هو بعد هذا التاريخ، وخلال هذه الفترة، فقد تم إحراز تقدم في تحديد أجندة بحثية تسعى إلى دمج منظور البحث عن الفرص في أدبيات ريادة الأعمال مع منظور البحث عن المزايا للإدارة الاستراتيجية. وقد تم تحقيق ذلك من خلال تحديد ظاهرة الاهتمام،، بأنه تكوين ثروة الشركة ودراسة السوابق المختلفة لتكوين هذه الثروة، ولكن لم تناقش تلك الأبحاث الدور الذي يمكن أن تلعبه الريادة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما لم تدرس وساطة الاستدامة المؤسساتية بينهما,وهنا تبرز أهميته من خلال التعريف بالدور الذي يمكن أن تلعبه الريادة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تناول هذه المفاهيم انطلاقاً من الحالة السورية، والذي يمكن أن يكون انطلاقة لسلسلة من الأبحاث بهذا الخصوص، التي تبحث في العوامل المؤثرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في بلدان مثل سورية، تعاني من اضطرابات اقتصادية واجتماعية وعسكرية، لاسيما وأن معظم الدراسات التي تناولت مفهوم التنمية المستدامة كانت تتناول بلداناً مستقرة.

 

وتأتي أهمية البحث من الناحية العملية، في أن البلدان العربية تمثّل حالة فريدة من حيث امتلاكها لقدرات اقتصادية لا بأس بها، ترجع إلى توفر موارد طبيعية وافرة، في حين لم يشهد مستوى معيشة مواطنيها التحسن المطلوب، مما يوحي بوجود خلل معين في أسلوب استثمارها لمواردها، الأمر الذي قد يرجع في بعض أسبابه إلى أسلوب إدارة هذه الموارد، أو السياسات الاقتصادية لم تعد تلبي احتياجات السوق العالمي ولا تتلاءم مع متغيرات البيئات المحلية والاقليمية، ولاسيما في السنوات الأخيرة التي ظهر فيها ما يسمى "الربيع العربي" والذي أدى إلى حدوث انهيارات اقتصادية في معظم تلك البلدان، وسورية اليوم وهي تحاول إعادة إعمار ما دمرته حرب استمرت لما يزيد عن أحدى عشر عاماً، لازالت تبحث عن الحلول الاقتصادية الناجحة التي يمكن لها ان تتجاوز معها أزماتها الاقتصادية، في ظل مواردها المتاحة والتي يمكن لها أن تؤمن لها تنمية مستدامة، وتعيد ترميم مواردها الطبيعية التي تعرضت لاستنزاف، ولاسيما في المناطق التي  كانت خارج سيطرة الدولة لسنوات.

 



عداد الزوار / 779356427 /