بحث علمي في جامعة دمشق حول الحدّ من استخدام مبيدات الأعشاب الكيميائية

يُعدُّ استخدام بعض الأنواع النباتية ذات التأثير المثبِّط لإنبات بذور، ونمو نباتات الأعشاب الضارة، واستخدام المركبات الكيميائية الناتجة عنها كمبيدات حيوية للأعشاب الضارة من ضرورات الزراعة العضوية.

 

ومن الأبحاث العلمية لكلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق ضمن هذا الإطار بحثاً بعنوان " فاعلية مستخلصات نباتاتSorghum bicolor L. (Moench) ،Medicago sativa L.، Cynodon dactylon L في مكافحة الأعشاب الضارة وتحديد المكونات الكيميائية للمستخلصات " للباحث الدكتور أمجد اليوسف، حيث توصل إلى نتيجة: "يمكن الاستغناء لحد كبير عن استخدام المبيدات، والتخلص من آثارها السلبية والوصول للمنتج العضوي النظيف "، وبينت النتائج أن لمستخلصات نباتات الفصة، الذرة البيضاء، والنجيل الزاحف تأثيراً سلبياً على الأعشاب الضارة بنسب متفاوتة.

 

وبحسب نتائج البحث بلغت فاعلية مستخلص الذرة البيضاء 77.4% عند التحليل الكيميائي له باستخدام جهاز الكروماتوغرافيا الغازي الملحق بمطياف الكتلة (GC-MS) وتبين وجود تسع مواد في نبات الذرة البيضاء، وتسع مواد في نبات الفصة، في حين وجد في نبات النجيل الزاحف 14 مادة كيميائية، يمكنها أن تلعب دوراً في مكافحة الأعشاب الضارة.

 

أما أعلى نسبة لمركب Neophytadiene كانت في نبات الذرة البيضاء و بلغت 32.04 %، وأعلى نسبة في نبات الفصة لمركب Phytol وبلغت 28.24 %، في حين وُجدَ في نبات النجيل الزاحف أن أعلى المركبات تركيزاً كان ـPropanoicacid بنسبة بلغت 17.55 %، وهذا المركب يوجد مثله مصنع في مبيدات الأعشاب الصنعية مقارنة بالشاهد الطبيعي.

 

وبحسب الباحث تبين وجود تأثير تثبيطي لبعض الأعشاب في نمو وإنبات أعشاب ضارة أخرى، ما يؤكد وجود تأثير أليللوباثي سلبي لهذه الأعشاب (الرزين، الفصة، النجيل الزاحف) في إنبات ونمو الأعشاب الضارة الأخرى، وهذا ما ولد نواة بحث لاستخدام المواد الفعالة الموجودة ضمن هذه الأعشاب بالقضاء على الأعشاب الأخرى دون التأثير السلبي لوجود هذه الأعشاب عن طريق استخلاص موادها الفعالة، وتحديد هذه المواد باستخدام جهاز الكروموتوغرافيا الغازية الملحق بمطياف الكتلة لإمكانية إنتاج أشباه صنعية لها فيما بعد. وللبحث أهدافاً بيئية تركزت حول الأثر السلبي الكبير لمبيدات الأعشاب في النظام البيئي سواء من خلال وجود أثر لمتبقيات المبيد في الجزء المأكول من ثمار المحصول المعامل، أو في التربة، والمياه الجوفية، والهواء، والحيوانات البرية، والتأثير على الطيور، والحشرات النافعة كالنحل، والأعداء الحيوية، والحيوانات البرية عدا عن تأثيرها السلبي على صحة العمال الذين يقومون بالمكافحة الكيميائية، ونظراً للمشاكل التي يسببها استخدام مبيدات الأعشاب من حدوث طفرات وراثية، وتطوُّر صفة المقاومة لهذه المبيدات كان من الضروري تطوير طرق أخرى للمكافحة أكثر فعاليةً وحفاظاً على البيئة.

 

أما اقتصادياً فأغلب مبيدات الأعشاب مستوردة، بالقطع الأجنبي، عدا عن صعوبة تأمينها نتيجة للحصار المفروض على سورية، ولمبيدات الأعشاب خصوصية عن مبيدات الآفات الأخرى حيث تستخدم بتركيزات عالية، ولأكثر من مرة خلال الموسم بالإضافة لعمليات التعشيب اليدوية، وما يرافقها من أجور عمالة عالية، كما أن المحاصيل العضوية التي لا تستخدم معها المركبات الكيميائية تعد أغلى ثمناً، وأكثر طلباً على مستوى سوق التصدير، وبالأسواق العالمية، عدا عن تخليص البيئة من السموم المتبقية.

 

وتأتي خصوصية هذا البحث من حيث استخدام مستخلصات ثلاثة أنواع من الأعشاب في مكافحة الأعشاب الضارة المرافقة للمحاصيل المزروعة، وإمكانية نجاح هذا الأمر باستبعاد مبيدات الأعشاب، وآثارها الضارة، وبالتالي التخلص من التأثيرات السلبية الناتجة عنها، وتوفير مبالغ مالية تستخدم في شراء المبيدات، مما يخفض تكاليف الإنتاج على الفلاح، وإعادة تدوير الأعشاب الضارة المعشبة يدوياً بالبيئة، وإمكانية عمل المرأة الريفية بهذه المبيدات العضوية كونها لا تحتاج إلى آلات ضخمة، أو جهود جبارة.



عداد الزوار / 779383519 /