ملتقى البعث للحوار بجامعة دمشق: أعداء الأمة لم يفلحوا في إلغاء المشروع القومي العربي

تناولت محاور ملتقى البعث للحوار الذي أقامته قيادة فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي بعنوان "المشروع القومي العربي" على مدرج الجامعة أمس واقع المشروع القومي العربي وآفاقه والتحديات التي تواجهه.
وأكد الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب وعضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية أحمد الأحمد أن الفكر القومي العربي يسعى إلى تحقيق وحدة الأمة العربية وصون هويتها وهو مؤهل لإطلاق طاقات الإنسان العربي وحمل رسالة الأمة العربية الإنسانية وقادر على اكتشاف قوانين الصراع الكبرى التي تتحكم بحركة التاريخ في المنطقة.
وأوضح الأحمد في ورقته البحثية أن النهضة الفكرية العربية مرت بثلاث مراحل تميزت الأولى بتبلور الحركة الفكرية العربية والحركات الإصلاحية في القرن التاسع عشر والثانية امتدت من بداية القرن العشرين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وتأسست فيها الأحزاب الوطنية بنزعتها وتوجهها الفكري العروبي وشهدت محطات مهمة كتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وثورة الثامن من آذار. أما المرحلة الثالثة تميزت بانحسار المد القومي الوحدوي واستهداف فكرة العروبة والقومية العربية وبدأت مع احتلال العراق عام 2003.
وأشار الأحمد إلى أن سورية التي تواجه حربا إرهابية تدافع عن حريتها واستقلالها وسيادتها ومواقفها الوطنية والقومية الثابتة والراسخة في وجدان كل مواطن عربي شريف وهي منتصرة حتما بفضل بسالة جيشها وحكمة قائدها ووحدتها الوطنية لافتا إلى أن أعداء الأمة لم يفلحوا في إلغاء المشروع القومي العربي الذي ظهرت تجلياته في تبلور محور المقاومة ضد العدو الصهيوني والوجود الأمريكي في المنطقة.
ورأى الباحث حميدي العبد الله في ورقته البحثية بعنوان "المشروع القومي العربي - الآفاق المستقبلية" أن السمات الرئيسية للمشروع القومي العربي تتميز بالعمل على تحقيق الوحدة العربية كتعبير عن الوجود العربي القومي للأمة وكحاجة اقتصادية لتحقيق تنمية اقتصادية تنقل البلاد العربية من حال التخلف إلى مصاف الدول المتطورة إضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني ورفض الدوران في فلك الدول التي تسعى للهيمنة.
وبين العبد الله أن المشروع القومي يواجه غياب الأداة القادرة على الترويج له والدفاع عنه في وجه المشاريع البديلة وهذا يتطلب توفر إيمان علمي يستند إلى الإقناع العميق بوجود عوامل موضوعية تجعل المشروع القومي العربي الوحيد الذي يستطيع النهوض بالأمة وتوفر النخبة القادرة والمستوعبة للمشروع ومرتكزاته الأساسية التي تحوز على موءهلات فكرية تمكنها من الترويج له وإقناع عامة الناس به ولا سيما قطاع الشباب إضافة إلى تجديد بنية الأحزاب القومية الفكرية والتنظيمية وإعادة بناء منطلقاتها النظرية وقيادات ومنتسبين مستوعبين لمبررات هذا المشروع ومدركين لقابليته للتطبيق والدفاع عنه ضد المشاريع البديلة.
وأكد أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور جمال المحمود في تصريح لسانا الحاجة إلى إحياء المشروع القومي العربي لمواجهة حالة الجمود في الشارع العربي والقطرية المقوننة سياسيا في الجامعة العربية والكتابات العاطفية التي تتعلق بالمشروع القومي لافتا إلى ضرورة التركيز في المرحلة الحالية على الدولة السورية الوطنية التي تتعرض لحرب استعمارية ولعدوان هستيري.
حضر الملتقى عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح ورئيس جامعة دمشق وعدد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة وحشد من الطلاب.



عداد الزوار / 801297281 /