زيارة المهندس فونكارني لماجستير الترميم و إعادة التأهيل في كلية الهندسة المعمارية

قام المعماري برنارد فونكارني بزيارة علمية لماجستير الترميم و إعادة التأهيل وذلك لإلقاء سلسلة من المحاضرات المختصة من خبرته الطويلة في المجال الترميم و الحفاظ حيث أنه معماري رئيس في فرنسا قام بترميم العديد من المباني المهمة الأثرية في فرنسا و غيرها و منها كاتدرائية نوتردام دو باريس .
الأحد 10 حزيران 2012
قام م. فونكارني بزيارة للسيد رئيس جامعة دمشق الدكتور عامر مارديني حيث أكد د. مارديني أثناء الزيارة على أهمية الاطلاع على الخبرات العالمية في مجال توظيف الأثر ومعرفة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من أدوات و تقنيات مستخدمة في حقل الحفاظ و الترميم  والنهوض به و أهمية وصول هذه المعلومة إلى طلابنا
و بعدها قام م. فونكارني بإعطاء محاضرة لطلاب الدفعة الخامسة  في دار فخري البارودي مقر الماجستير حيث قام أولا بزيارة المركز و المكتبة و مجسم دمشق القديمة  مثنياً على أهميته كوثيقة تاريخية لوضع المدينة القديمة منذ ثلاثين عاما.
و المحاضرة تأتي ضمن  سلسلة محاضرات عن إدارة المشاريع التراثية وعن أهم الاتفاقيات و المواثيق العالمية التي تحدد طبيعة العمل في مجال الترميم و إعادة تأهيل المواقع الأثرية و توظيفها و استخدامها , حيث قام بشرح بنود اتفاقية لاهاي و لائحة التراث العالمي و أهمية تسجيل الأثر فيها و أهمية القيام بالدراسات اللازمة التي تحفظ للأثر حقه في هذا التسجيل مؤكدا على أن سوريا من أوائل الدول التي قامت بتسجيل آثارها في لائحة التراث العالمي , وبعدها فتح المجال للنقاش حول هذا الموضوع مع الطلاب وذلك بحضور د.عقبة فاكوش نائب العميد للشؤون العلمية و م.ياسر الجابي و أساتذة الماجيستير حيث قاموا بعدها بزيارة مع الطلاب و م.فونكارني للتكية السليمانية.

قام خلالها م. فونكارني بشرح لأهمية قراءة المبنى وتحليل القوى المطبقة عليه للوصول لنتيجة مثالية في التدعيم المؤقت و الدائم شارحا الأخطاء الموجود في السقالات التدعيمية المستخدمة في التكية .
الاثنين 11حزيران 2012

قاام م. فونكارني بزيارة للسيد عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتور بيير نانو مؤكداً على التزام الطلاب بالحضور و اهتمامهم بالاستفادة من المعلومات بشكل كامل حيث أكد د. نانو على حرصه على دعم الطلاب وتشجيعهم لأهمية العمل في مجال التراث و الترميم و حاجتنا لاختصاصيين في هذا المجال.
ثم استكمل محاضراته للطلاب و ذلك ضمن محور طرق ترميم و تنظيف الحجر مستعرضاً الأنماط المختلفة لذلك من جافة و رطبة و نصف الرطبة و سلبيات و ايجابيات كل طريقة مؤكدا على أهمية عدم المساس بأصالة المبنى و أهمية عدم تآكل الحجر باستخدام طرق التنظيف الخاطئ مستعرضا حتى تقنية التنظيف بأشعة الليزر التي أمنت ترميم مناسب للحجر في القطع و المنحوتات الفنية الحجرية.
وبعدها قامت مجموعة من الطلاب باستعراض مجموعة من مقترحاتهم كمشروع نهائي لأطروحة الماجستير مستعرضين خياراتهم من المباني التاريخية و الأثرية و مقترحين تفكيرهم في  موضوع الترميم و التأهيل حيث قام م.فونكارني بإعطاء ملاحظاته عن أهمية وجود مشكلة ترميمية أو تدعيميه في المشروع و أهمية التفكير ببرنامج التوظيف منذ البداية ودراسة المحيط و الجوارو تأثيره على المبنى وتأهيله.
وفي الساعة الخامسة قام م.فونكاريني بإلقاء محاضرة عامة عن بيوت المزارعين في جنوب الصين ( الهاكاس ) شارحاً عن نموذجها المميز الدائري الشكل مع فتح باتجاه الفناء الداخلي دون أي فتح يذكر نحو الخارج  وذلك لضرورات دفاعية حيث يشكل كل بناء وحدة متكاملة لسكن العائلة الواحدة التي قد تصل لثلاثين عائلة ( 100 شخص ) حيث يتشكل البناء من مجموعة من الوحدات الشاقولية حيث تشكل كل وحدة مسكنا متكاملا من طابقين إلى خمسة طوابق منفصلة عن بعضها بأدراج و يستخدم الطابق الأرض كمطبخ أو مخازن أو أماكن للحيوانات و الدواجن  بالإضافة إلى غرف مخصصة للعبادة  ,و استعرض النماذج المختلفة لهذه العمارة المثيرة للاهتمام التي قد تصل أحياناً مساحتها حتى هكتار تقريبا .وقد حضر المحاضرة مجموعة من المهندسين المهتمين من الإدارة المحلية , وزارة الثقافة و وزارة السياحة , بما فيهم خريجي الدفعات السابقة مؤكدين على أهمية الاطلاع على تراث و عمارة الحضارات الأخرى.
وبعدها قام م.فونكارني مع أساتذة الماجيستير بالاطلاع على الرفوعات النهائية لدار المصري الذي هو موضوع الدراسة المعمارية كمشروع على مدى السنتين حيث قام بتقييم للعمل وإبداء ملاحظاته للبدء بالمرحلة الثانية من أعمال التوثيق و هي مخططات المواد والحالة الصحية للمواد مؤكدا على أهمية المنهجية في العمل للوصول إلى مشروع ترميم متميز .
و غادر م.فونكارني دمشق إلى باريس بعد سلسلة من المحاضرات المفيدة التي تنقل للطلاب التجارب و التقنيات العالمية المتاحة في مجال الترميم و الحفاظ.