جامعة دمشق تكرم الدكتور محمد محفل

كرمت جامعة دمشق أمس المؤرخ الدكتور محمد محفل عضو مجمع اللغة العربية والحائز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في بيت فخري البارودي الأثري بدمشق.
وكان السيد الرئيس بشار الأسد أصدر المرسوم رقم 191 للعام 2012 القاضي بمنح الدكتور محفل عضو مجمع اللغة العربية وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وذلك لإنجازاته الهامة.
وأكد الدكتور محمد يحيى معلا وزير التعليم العالي أن التكريم جاء نظرا لما قدمه الدكتور محفل من إضافة علمية ومعرفية للمكتبة العربية وفي سبيل الإنسان وبنائه في مجالات كثيرة ومنها تاريخ اللغة أو الفن والتراث.
وأشار إلى أن الدكتور محفل عمل طوال حياته في خدمة المعرفة العلمية والثقافية وخاصة في إرساء القواعد الأساسية من الحضارة والتاريخ العربي وما يتعلق بالتراث الدمشقي العريق مؤكدا أن سورية الوطن الأصلي للثقافة العلمية والمعرفية والحضارية وأحد رموز هذه الثقافة والمعرفية يتم تكريمه اليوم.
وأوضح أن هناك محاولات قديمة لتشويه التاريخ العربي وإعادة كتابته بمنحى آخر مؤكدا أن سورية ستبقى كما كانت عبر العصور مهد الحضارة والمعرفة العلمية ومهد الإنسان المخلص بتفانيه وعلمه.
بدورها بينت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن الموقع والشخص متلازمان حيث أن منزل السياسي والمفكر والصحفي فخري البارودي له قيمة تراثية حضارية كما أن الدكتور محفل عضو مجمع اللغة العربية وأستاذ جامعي ومؤرخ وعالم باللغات القديمة وهو مترسخ بالشرق وحضاراته ومتبحر بالحضارات المتعاقبة على سورية.
وأشار رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد عامر المارديني إلى أن مسيرة عطاء الدكتور محفل غنية بالإبداعات وله مساهماته في مجال اللغات والتاريخ وصناعة أجيال المستقبل.
وعبر الدكتور محفل عن شكره لجامعة دمشق التي جاء تكريمها تتويجا للتكريمات السابقة مشيرا إلى أنها الجامعة الوحيدة التي كانت تدرس العلوم باللغة العربية وأن الأساتذة السوريين انشؤوا وأبدعوا مفردات عربية للعلوم المختلفة التي تم تدريسها.
وبين محفل أن بيت فخري البارودي بيت دمشقي عريق ومركز لبرنامج حضاري كبير له علاقة بعلم التاريخ والآثار والتراث لافتا إلى أهمية هذا الصرح الأثري الذي تم إنشاؤه بمساعدة كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق وإلى استمرارية الثقافة وارتباط اسم المدن بالمفكرين والإعلام والأماكن التاريخية.
وأوضح أن سورية مهد الحضارة ومركز الأبجدية مشيرا إلى ظهور تيارات تحت مسميات متعددة خطفت تاريخ المنطقة ما يتطلب من المختصين تصحيح الأخطاء.
ولد محمد محفل في حلب عام 1928 وحصل على الشهادة الثانوية عام 1949 وحصل على إجازة في التاريخ عام 1953 وكان الأول بين الخريجين فأوفد عام 1954 إلى جامعة السوربون لتحضير الدكتوراه في التاريخ القديم وفي فرنسا درس العديد من اللغات ثم استكمل دراسته في جنيف حيث تعلم اللغة الألمانية ثم درس اللغات اليونانية والآرامية في جامعة عمان وساهم في تأسيس لجنة كتابة التاريخ العربي ثم درس في جامعة دمشق وقدم عدة مؤلفات أكاديمية لطلاب قسم التاريخ فيها كتاريخ الرومان والمدخل إلى اللغة اللاتينية ومن أعماله أيضاً تاريخ العمارة لطلاب هندسة العمارة وهذه المؤلفات ما زالت تدرس حتى يومنا هذا.
وترجم محفل كتباً ودراسات كثيرة يدور أغلبها حول محاربة الصهيونية وتعريتها كما ترجم كتباً تظهر دور العرب في نشر الحضارة العربية في الغرب وهو من دعاة إعادة النظر في كتابة التاريخ وقد ترأس مجلة دراسات تاريخية وانتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية عام 2008.



عداد الزوار / 801321689 /