وزير الخارجية يعرض أسس ومرتكزات السياسة السورية في التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية

عرض السيد وليد المعلم وزير الخارجية خلال ملتقى البعث للحوار الذي أقامه فرع جامعة دمشق للحزب  في الأول من آب بقاعة رضا سعيد للمؤتمرات أسس ومرتكزات السياسة السورية في التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية خلال السنوات العشر الماضية والتي تنطلق من القرار الوطني المستقل الذي يخدم مصالح شعبنا مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية والتفاف الجماهير حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد هي التي منعت المؤامرة من تحقيق أهدافها.
وتابع الوزير المعلم أنه في مقدمة أولويات السياسة السورية تحرير الجولان المحتل والأراضي العربية وعودة الحقوق كاملة غير منقوصة إضافة إلى تحقيق التضامن العربي ولو بحدوده الدنيا والعمل بكل جهد على إقامة شبكة علاقات اقتصادية مع الدول العربية والجوار الإقليمي والدول الأجنبية وفتح آفاق جديدة في هذه العلاقات.
وأضاف المعلم أنه كلما حققنا نجاحا تزداد شراسة الضغوط علينا مستعرضا ما تعرضت له سورية من ضغوط بعد غزو العراق عام 2003 ورفضها لهذه الضغوط والشروط التي حملها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول وتمكنها من كسر الحصار دون أن تغير شيئا من ثوابتها حيث برهنت الأحداث الأخيرة أن الرئيس الأسد لم يعد قائدا عربيا فحسب بل أصبح قائدا عالميا يحسب له حساب.
ولفت الوزير المعلم إلى أن تنفيذ السياسة الخارجية السورية ينطلق من رؤية إستراتيجية تستفيد كثيرا من موقع سورية الجغرافي وإرثنا التاريخي وصمود قيادتنا وشعبنا وأن سورية ليست لاعبا إقليميا فحسب بل لها دور محوري في أمن واستقرار المنطقة وحل مشكلاتها وهذا ما يسعى إليه الرئيس الأسد وكانت رحلته إلى لبنان الشقيق مؤشرا على ذلك.
وأضاف الوزير المعلم نحن نتفاعل مع الأحداث العربية ونفهم تماما حجم التحديات التي تواجه السودان وما يجري في اليمن والصومال والصحراء الغربية وأثر الانقسام الفلسطيني على القضية الفلسطينية ونوايا إسرائيل العدوانية وما تخطط له في الأيام القادمة.
وحول التطورات الأخيرة المتعلقة بالمحكمة الدولية واستهداف المقاومة وأمن لبنان واستقراره قال وزير الخارجية إن المحكمة الدولية شأن لبناني ولن نتعامل معها لافتا إلى أن موقف سورية كان واضحا منذ البداية وهو أن هذه المحكمة لا تسعى إلى كشف الحقيقة بل لأهداف سياسية.
وحول المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل وقرار لجنة مبادرة السلام العربية بهذا الشأن لفت الوزير المعلم إلى أن موقف سورية من هذه المفاوضات كان واضحا منذ البداية وهو أنه ليس من مهام لجنة مبادرة السلام العربية إعطاء تفويض لأحد لإطلاق المفاوضات وهذه اللجنة عندما انبثقت عام 2002 عن قمة بيروت كان هدفها تسويق مبادرة السلام العربية وليس الدخول كطرف في المفاوضات.
ورأى وزير الخارجية أن الولايات المتحدة التي تجامل إسرائيل في مطالبها على حساب الجانب العربي لم تعد ضامنا حقيقيا لهذه المفاوضات مؤكدا أن حكومة إسرائيل التي تضم أحزابا متطرفة لا تستطيع أن تقدم أي شيء وبمجرد أن تبدي بعض المرونة ينهار الائتلاف الحاكم.
وحول دور الوسيط التركي في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قال الوزير المعلم إن سورية لن تذهب إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل إلا عن طريق الوسيط التركي وبالتالي إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة هذا التوجه نحو السلام مؤكدا نزاهة الوساطة التركية خلال أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة وإدراكها لحقيقة أن سورية لن تقبل بأي حال من الأحوال بالسلام ما لم تحصل على التزام إسرائيلي بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من حزيران 1967 مجددا تأكيده أن سورية لا ترى بديلا عن الدور التركي وعلى إسرائيل أن تفهم ذلك.
وأشار وزير الخارجية إلى الجهود السورية فيما يتعلق بالعلاقات العربية مع إيران مؤكدا ضرورة عدم تجاهل أن إسرائيل هي العدو وإيران هي الصديق الذي يقف معنا في خندق واحد.
ومضى المعلم يقول إن سورية تدعو إلى إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على العدالة ومنع الازدواجية وتعمل لأجل ذلك وأصبح لدينا شركاء في هذه المطالب مؤكدا أن سورية تقوم بدور فاعل لتعزيز حركة عدم الانحياز ولا تسعى إطلاقا إلى إيجاد بديل عنها بل تسعى ليكون لهذه الحركة فعالية أكبر على الساحة الدولية التي أصبح عدد أعضائها 117 دولة.
وأضاف: إن الرئيس الأسد يسعى إلى رؤية إستراتيجية تستند إلى قاعدة اقتصادية أساسية ومن هنا فإن زيارات الرئيس الأسد إلى الدول الأجنبية مبرمجة ومخططة لخدمة هذه الرؤية بهدف بناء قاعدة اقتصادية نستفيد منها من موقع سورية وكلما تعززت هذه القاعدة الاقتصادية تعزز الموقف السياسي.
وبين أن رؤية الرئيس الأسد الإستراتيجية حول البحار الخمسة تعني جغرافيا ربط البحار المتوسط وقزوين والأسود والأحمر والخليج عبر شبكة من المصالح الاقتصادية الأساسية مشيرا في هذا المجال إلى أن سورية وتركيا ستنشئان خطا بريا وسكة حديد من اسطنبول إلى حدود المملكة العربية السعودية على أمل أن تصل إلى جدة وهناك مسعى لكي نحصل على الغاز من أذربيجان ينقل عبر خط الأنابيب التركي إلى خط أنابيب الغاز السوري إضافة إلى وجود عرض لإقامة أنابيب نفط من حقول البصرة إلى بانياس مؤكدا أنه بعد زيارة الرئيس الأسد إلى بيلاروسيا هناك إمكانية كبيرة لربط هذه المنطقة ببحر البلطيق عبر خط سكة حديد يربط ميناء أوديسا ببحر البلطيق.
وحول زيارة الرئيس الأسد إلى عدد من دول أمريكا اللاتينية ودورها في تطوير العلاقات رغم البعد الجغرافي قال الوزير المعلم: إن جولة الرئيس الأسد إلى أمريكا اللاتينية كانت تاريخية وأسهمت في اطلاع قيادا ت هذه الدول على أوضاع المنطقة وفي الوقت نفسه تم الإطلاع على واقعهم موضحا أنهم يدعمون استرجاع الجولان السوري المحتل والقضايا العربية والقضية الفلسطينية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن سورية أبدت رغبتها بالانضمام إلى سوق ميركوسور من خلال توقيع اتفاق للتجارة الحرة وأنه سيتم في وقت لاحق مناقشة مشروع اتفاق بهذا الخصوص.
وأكد الوزير المعلم أن تنمية العلاقات الاقتصادية وروابط المغتربين مع الوطن ستكون ضمن أولويات الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين سورية ودول أمريكا اللاتينية مبينا أن المسافات الجغرافية لم تعد عقبة وأن وزارة النقل بدأت بإعداد الاتفاقيات لإنشاء خطوط بحرية.
وفي الشأن العراقي جدد وزير الخارجية موقف سورية الداعم لوحدة العراق أرضا وشعبا وانتمائه للعالمين العربي والإسلامي وبناء جيش عراقي وضرورة خروج قوات الاحتلال وإقامة علاقات طيبة مع دول الجوار وقال نحن مع خيار الشعب العراقي ولا نقبل بالتدخل في شؤون العراق ونريد أن نرى حكومة وحدة وطنية تجمع مكونات الشعب العراقي وتلتزم بهذه الأسس وبتحقيق المصالحة الوطنية.
حضر الملتقى وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات ونائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد وأمين فرع الحزب بجامعة دمشق الدكتور جمال العباس ورئيس الجامعة الدكتور وائل معلا ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس وأعضاء قيادة فرع الحزب بالجامعة وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية ونقابة المعلمين وحشد من أساتذة وطلاب الجامعة.







عداد الزوار / 801339079 /