التنقيبات الأثرية في القرى الأثرية في شمال سورية جبل الزاوية ( موقعي الرويحة والبارة ) لموسم 2010

ضمن إطار الاتفاقية الموقعة بين جامعة دمشق والمديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة فرساي في فرنسا حول تشكيل بعثة أثرية مشتركة في القرى الأثرية في شمال سوريا فقد بدأت البعثة الأثرية أعمالها لموسم تموز 2010 في موقعي الرويحة والبارة في جبل الزاوية بإدارة : الدكتور مأمون عبد الكريم عن جامعة دمشق والسيد غازي علولو عن المديرية العامة للآثار والمتاحف ود. جيرار شاربانتييه عن جامعة فرساي  وبعضوية خمسة عشرة  طالباً من جامعة دمشق .
قامت البعثة الأثرية المشتركة بأعمال الكشف والتنقيب في موقعي الرويحة والبارة، حيث يعد كل منهما نواة لتجمعين قرويين منفصلين ومتباعدين، ضم كل منهما عدد من المواقع الأثرية الهامة وفي حالة من الحفظ الاستثنائية.
قرية الرويحة :
تتميز قرية الرويحة بموقع مرتفع في الجهة الشمالية- الشرقية من جبل الزاوية تحيطه الأودية من جهة، حيث يفصله أحدها عن قرية جرادة، وكذلك السهول الزراعية من جهة ثانية. وهي قرية كبيرة تتواجد فيها مباني أثرية هامة ما زالت في حالة ممتازة من الحفظ، مبنية من الحجر المحلي ذي الطبيعة الكلسية، تعود معظمها إلى العصر البيزنطي. 
تتواجد في قرية الرويحة عدة مباني هامة منها كنيسة بيزوس (Bissos)، في الجهة الشمالية الشرقية منها تعود إلى القرن السادس الميلادي، ويقع ضمن حرمها مدفنان أحدهما يتخذ شكل المعبد الروماني، يعود إلى القرن الرابع، والآخر له قبة،  كما توجد في الجهة الجنوبية كنيسة أخرى من القرن الخامس الميلادي، وفي الجهة الشرقية نجد مدفناً معبدياً أيضاً يعود إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، وتكثر فيها المباني السكنية الكبيرة التي ما زال معظمها بحالة حفظ جيدة.
أشارت الدراسات السابقة التي قام بها ج. تشالنكو إلى وجود بدايات  للتنظيم العمراني في قرية الرويحة وذلك من خلال وجود مبنى مهم يتألف من رواق على طابقين في وسطها، افتُرِض أنه سوق أو مكان للتبادل التجاري، حيث يفترض أن كبار ملاكي الأراضي قد قاموا ببناء الفيلات الحجرية الضخمة في نهاية القرن الخامس وخلال القرن السادس الميلادي،
تركزت نشاطات البعثة الأثرية السورية - الفرنسية في شمال سورية:
أ ـ موقع الرويحة: بإدارة فريق جامعة دمشق والمديرية العامة بالتعاون مع الفريق الفرنسي.
1-إجراء مسوحات أثرية في منطقة الرويحة باستخدام الأجهزة الطبوغرافية لرفع ورسم آثار الحقول الزراعية المحيطة بهذا الموقع.
2- دراسة العناصر الزخرفية الموجودة على المباني السكنية الموجودة في هذا الموقع والمواقع المجاورة لها.
3-الاستمرار بالتنقيبات الأثرية في المبنى 22.
4-دورات تدريبية بالتعاون مع المعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى في دمشق لطلاب جامعة دمشق في مجال تقنيات نحت الحجر بإشراف:
Jean Claude Bessacوالرفع المعماري والطبوغرافيPauline Pirauo Fournet
ب ـ موقع البارة: بإدارة الفريق الفرنسي بالتعاون مع الفريق الوطني
تركزت الأعمال في هذا الموقع على إنهاء التنقيبات الأثرية في الحمام البيزنطي والإسلامي.
التنقيبات الأثرية في الرويحة:
تركّزت حفريات موسم 2010 في (المبنى 22)، في وسط القرية حيث افترض تشالينكو أنه مكان لتبادل التجارة يشير إلى بدايات تنظيم مديني، على عكس ما افترضه جورج تات الذي عد هذا المبنى مبنى سكني كغيره من العديد من البيوت السكنية الضخمة في الموقع.
أشارت التنقيبات الأثرية في هذا الموسم إلى فهم أعمق لطبيعة هذا المبنى الهام وأوضحت مراحل الاستيطان التي مر بها خلال العصور البيزنطية والإسلامية من جهة، كما تم الكشف عن أجزاء المبنى وتوضيح التحولات التي طرأت عليه خلال تلك  العصور من جهة أخرى ونفترض  من خلال المعطيات الأثرية لدينا أن المبنى قد تمتع بصفة تجارية عامة، وفيما إذا تم التأكد من هذا الافتراض في التنقيبات القادمة فستكون لها أهمية خاصة لتاريخ القرى الأثرية في شمال سورية حول فكرة وجود الأسواق في بعض القرى الهامة.



عداد الزوار / 801399865 /