انطلاق أيام التعاون السوري الأوروبي

انطلقت يوم السبت في الخامس والعشرين من شهر أيلول فعاليات "أيام التعاون السوري الأوروبي.. شركاء في البناء" في مركز رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق التي تتضمن عرضاً للمشاريع المشتركة ومجالات التعاون القائم بين سورية والاتحاد الأوروبي.
وتهدف الفعاليات التي تستمر يومين إلى التعريف بتطور علاقات التعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي وتشجيع المواطنين والمعنيين على المشاركة في الإفادة والاستفادة من علاقات التعاون المشترك بين الجانبين.
وقال الدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة في الافتتاح إن هذه التظاهرة السنوية تأتي تتويجاً لما تم تحقيقه خلال مسيرة التعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي ابتداء بالبروتوكولين الأول والثاني في التسعينيات ومن ثم في سلسلة البرامج الوطنية التأشيرية إضافة إلى التعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي لافتاً إلى أن إطلاق التظاهرة يتزامن مع انطلاق التحضير لبرامج ومشاريع البرنامج الوطني التأشيري الرابع للفترة 2011-2013 الذي تم مؤخراً التوقيع على الوثيقة الخاصة به بين سورية والاتحاد الأوروبي بمبلغ إجمالي يصل إلى 129 مليون يورو.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يمثل شريكاً هاماً وكبيراً لسورية من خلال برامج الدعم الفني التي تغطي محاور دعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والإداري إضافة إلى الدعم المالي من خلال القروض التي يقدمها بنك الاستثمار الأوروبي لسورية في مجالات تنموية عديدة.
ولفت الدكتور لطفي إلى أن قيمة مشاريع التعاون الفني المقدمة من الاتحاد الأوروبي إلى سورية بلغت ما يقارب 7ر398 مليون يورو بين ما هو مصروف وما هو مخصص خلال الفترة 2000-2010 موضحاً أن هذه المشاريع ركزت على مجالات الدعم للمحاور السياساتية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية مشيراً إلى أن القروض التي قدمها الاتحاد الأوروبي عبر مؤسساته التمويلية من خلال بنك الاستثمار الأوروبي خلال الفترة 2000-2009 بلغت ما يقارب 1437 مليون يورو تناولت دعم مشاريع حيوية للبنية التحتية في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي والصحة وخط ائتماني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ولفت رئيس هيئة تخطيط الدولة إلى الخبرة التي قدمها الاتحاد الأوروبي للمؤسسات السورية والتطوير الإداري وبناء قدرات العاملين فيه وقال.. من هنا يأتي حرص سورية على استمرار دعم علاقة التعاون القوية والفاعلة القائمة مع الاتحاد الأوروبي لما فيه خير ومصلحة الشعوب في المنطقة.
بدوره أشار رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في سورية السفير فاسيليس بونتوسوغلو إلى أن هذه هي المرة الثانية الذي تعقد فيها هذه التظاهرة بدمشق بالتنسيق بين بعثة الاتحاد وهيئة تخطيط الدولة لكونها الجهة الوطنية التي تنسق التعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي مضيفا ان الجانبين قررا الاستمرار في تقديم التعاون الفني بعيد المدى تحت مظلة الاتحاد الأوروبي إضافة إلى المنح التي يقدمها بنك الاستثمار الأوروبي التي تبلغ نحو 200 مليون يورو كما أن هناك تغطية لمجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والمساعدات الإنسانية والتنمية المحلية.
وأضاف أنه بتنظيم هذه التظاهرة وبالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهيئة تخطيط الدولة نريد ليس فقط أن نظهر ما نقوم به فعلياً بل أيضاً إظهار الفرص المتاحة وخصوصاً فيما يتعلق بالطلاب والوسط الأكاديمي والتمويل مشيراً إلى أن التعاون الفني مهم مع سورية لكنه يشكل جزءاً من التعاون مع سورية وأن الاتحاد الأوروبي يريد مزيداً من التقدم في علاقات التعاون وبناء شراكات جديدة تتم من خلالها إطاراً مؤسساتياً جديداً لتعاوننا المستقبلي.
وأشار إلى أنه بالتعاون والتنسيق الوثيق مع هيئة تخطيط الدولة تم تحسين العديد من عمليات التنسيق والتعاون بين سورية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة.
من جانبه لفت الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق إلى أن العديد من برامج التعاون الموقعة بين جامعة دمشق والجامعات الأوروبية أدت إلى إرسال العديد من طلبة وخريجي جامعة دمشق لإتمام دراساتهم العليا ونيل شهادات الدكتوراه في بعض الاختصاصات العلمية مشيراً في الوقت ذاته إلى عدد من برامج التعاون القائمة في مجال التعليم العالي بين سورية والاتحاد الأوروبي.
وقدم ثلاثة من المستفيدين من برامج التعاون الممولة من الاتحاد الأوروبي عروضاً عن تجربتهم وقصص نجاح مشاريعهم واختصاصاتهم.
وشارك في الافتتاح عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين بدمشق والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية ومديرو مكاتب وكالات الأمم المتحدة وبعض الفعاليات الاقتصادية والتعليمية والمهتمين.
وتتضمن فعاليات "أيام التعاون السوري الأوروبي" جلسات عمل وندوات ولقاءات حول التعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي وفرص التمويل والتشاركية الثقافية لإحياء التراث إضافة إلى التعريف بنحو أربعين مشروعاً ممولاً من الاتحاد والتعاون في مجالات الاقتصاد والأعمال والصحة والتربية والمعونة الإنسانية والثقافة والآثار والتنمية المحلية.
وتعقد على هامش "أيام التعاون السوري الأوروبي" معارض للمشاريع وندوات تفتح للزوار مجالا للاطلاع على فرص متنوعة كالمنح الدراسية الجامعية واستشارات الأعمال وفرص التمويل في مشاريع الاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن تظاهرة "أيام التعاون السوري الأوروبي" وفعالياته ستكون مفتوحة أمام المهتمين والجمهور بين الرابعة والنصف والتاسعة من بعد ظهر اليوم.
وفي مؤتمر صحفي على هامش أيام التعاون السوري الأوروبي قال الدكتور لطفي إن ظاهرة أيام التعاون السوري الأوروبي فرصة لنقل  المعلومات الحقيقية للمجتمع السوري عن واقع التعاون بين الجانبين الذي يتضمن  مجالات متعددة ومتنوعة في الصحة والبيئة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتعليم معتبرا أن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك التجاري الأول لسورية خلال العقدين المنصرمين.
وأشار لطفي إلى ان التعاون مع الاتحاد الأوروبي ككتلة والدول الأعضاء في الاتحاد يتضمن برامج هامة في عملية دعم الإصلاح الإداري والموءسساتي وبرامج دعم وتعزيز قطاع التجارة اضافة الى برامج لتطوير العمل في وزارتي الإدارة المحلية والإسكان .
وبين رئيس هيئة تخطيط الدولة ان التعاون يشمل دعم مشروعات الحماية الاجتماعية والصحة الإنجابية وتمكين المرأة والحد من الفقر وريادة الأعمال اضافة الى جوانب ثقافية وحضارية بما فيها تأهيل مدينة دمشق القديمة منوها بالعمل على تطوير واقع العمل في الموءسسات المتخصصة في مجالات إدارة الموارد المائية والقطاع الصحي.
ولفت لطفي الى ان الهيئة تعمل لانجاز دراسات حول برامج تنسيق المعونة مع الدول المانحة حول المشروعات التنموية وتقديمها للجهات التي ستقوم بدورها بالتمويل والمساعدة في انجاز المشاريع.
من جانبه أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بدمشق اهمية هذه الظاهرة في استكشاف آفاق التعاون وتعزيزه في المجالات التنموية والخدمية والصحية والثقافية والتراثية والبيئية مشيرا الى ان الاتحاد يعتبر مانحا رئيسيا لتحديث القطاع الصحي في سورية من خلال برامج مشتركة مع وزارة الصحة في عدد من المناطق السورية .
بدوره بين دولف هوغونينغ السفير الهولندي بدمشق ان هناك تعاونا بين بلاده وسورية لانجاز خطة متكاملة لإدارة الموارد المائية والحفاظ عليها عبر وزارات الري والزراعة والبيئة اضافة الى التعاون في مجال بناء القدرات والإدارة المتكاملة للموارد المائية الجوفية في مناطق القصير بحمص ومحردة بحماة وخان شيخون بإدلب.
ونوه السفير الألماني في دمشق بالتعاون في بناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي في دمشق وحلب والاستفادة من مخرجاتها في ري الاراضي الزراعية.
وتحدث السفير الايطالي في دمشق اكيليه اميريو عن التعاون في جال ترشيد استهلاك المياه بما يضمن تعزيز الإنتاج الزراعي وتشجيع زراعة المزيد من المساحات اضافة الى التعاون في عدة مشاريع تنموية في محافظات الحسكة وطرطوس .



عداد الزوار / 801295350 /