هيئة مكتب التعليم العالي لفرع جامعة دمشق تناقش سبل تطوير منظومة التعليم العالي

وتركزت مداخلات أعضاء الهيئة خلال الاجتماع على ضرورة الإسراع بإنجاز قانون التفرغ الجامعي وتطوير الاختبار الوطني الموحد واختبار القبول في الدراسات العليا إضافة إلى إعادة النظر بسياسة القبول الجامعي واعتماد معايير جديدة تضاف إلى معيار نتائج الثانوية العامة بحيث تتناسب هذه المعايير مع طبيعة كل كلية وجامعة وزيادة الاهتمام البحث العلمي.
واستعرض الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي التطورات الكبيرة التي طرأت على قطاع التعليم في السنوات العشر الأخيرة حيث ازداد عدد الكليات الجامعية من 51 كلية عام 2000 إلى 113 كلية في العام الجاري لافتاً إلى أن هذه الزيادة العددية في عدد الكليات أخذت بعين الاعتبار التوزع الجغرافي من أجل تخفيف الأعباء المادية على الطلاب خلال دراستهم الجامعية.
ولفت عضو القيادة القطرية إلى أهمية تفعيل دور الجامعات في مجال البحث العلمي والعمل على إنجاز أبحاث علمية متطورة من شأنها الارتقاء بالواقع التدريسي في الجامعات وتلبية الاحتياجات العملية في سوق العمل مؤكداً حرص الدولة على تقديم جميع التسهيلات المادية الكفيلة بالارتقاء بواقع البحث العلمي والاستفادة الكاملة من برامج التعاون العلمي المشترك الموقعة مع الدول الأخرى.
وأكد حورية ضرورة الالتزام بقرار مجلس التعليم العالي بخصوص الالتزام بالمنهاج الجامعي كمرجع أساسي للدراسة والتعليم في الجامعات داعياً إلى الابتعاد عن الملخصات والمحاضرات المجتزأة كونها تفتقر إلى الدقة والموضوعية.
ولفت رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي القطري إلى أنه تم تشكيل لجنة لدراسة موضوع التفرغ الجامعي وإمكانية تطبيقه في الفترة القريبة القادمة بهدف الحد من انشغال أساتذة الجامعة في سوق العمل والاستفادة من خبراتهم ومتابعة أبحاثهم العلمية والعملية وعملهم التدريسي في الجامعة مبينا أنه سيتم منح الجامعات بعض الوقت لإنجاز الإجراءات الكفيلة بتطبيق التفرغ بشكل نهائي.
وأكد حورية ضرورة الابتعاد عن الطرائق التدريسية الكلاسيكية التي تعتمد على الجانب النظري والتلقين والعمل على اعتماد طرائق متطورة من شأنها تحريك الجانب الإبداعي للطلاب كالعصف الذهني والاستنتاج موضحاً أهمية الدور الكبير للإدارات والكوادر التدريسية في الجامعة في تعزيز هذا الاتجاه.
من جانبه بين وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات أن تطوير منظومة التعليم العالي يعد هدفا استراتيجيا للوزارة من خلال إيجاد معايير إضافية لمعيار الثانوية العامة موضحا أنه تم الطلب من الكليات الجامعية المختلفة بتقديم مقترحاتها حول تطوير وتصميم اختبارات تترجم هذه التصورات إلى حقيقة على أرض الواقع إلا إن العديد من الكليات لم تجد الاقتراحات المناسبة واقتصر الأمر على بعض الكليات كقسم الإعلام وكليات الفنون والتمريض وهندسة العمارة.
ورأى وزير التعليم العالي أن هذا التغيير يستوجب العمل وإيجاد آليات وأدوات مناسبة ولذلك تم اقتراح إنشاء مركز تقويم على مستوى وطني وهو في طريقه للتنفيذ.
واستعرض الوزير بركات الإجراءات والقرارات التي اتخذها مجلس التعليم العالي لجهة تطوير البنية التعليمية وإدارة التعليم وتغيير أنظمة القبول في الدراسات العليا وعدم الاكتفاء بمعدل التخرج موضحاً أن مجلس التعليم العالي يعكف حالياً على دراسة إمكانية تغيير النظام الدراسي إلى نظام ساعات معتمدة ليتناسب ويتوافق مع المعايير العالمية وتنويع ثقافة الطلاب في الجامعة وإضافة اختصاصات ثانوية أخرى إلى اختصاصهم الرئيسي.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن اعتماد أسس اختبار واحدة لقياس الكفاءة في الكليات الطبية يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام جميع الطلاب في الجامعات الحكومية والخاصة والاستفادة من المكاسب الموجودة في كل جامعة موضحاً أن أسئلة الاختبار هي نتاج عمادات كليات الطب في سورية بحيث يتم تحديد 40 بالمئة للاختبار و60 بالمئة للمعدل.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على التركيز في خطط عملها على تطوير سياسة القبول الجامعي وتطوير المناهج والأداء من أجل تمتين الربط بين الجامعة والمجتمع والتركيز على الجانب العملي وربط المناهج باحتياجات السوق مؤكداً استعداد الوزارة للأخذ بجميع وجهات النظر المتخصصة الكفيلة بتقييم سوية المناهج الجامعية.
بدوره أكد الدكتور جمال العباس أمين فرع حزب البعث بجامعة دمشق ضرورة تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية في الجامعة من أجل الارتقاء بواقع التعليم في الجامعة والمشافي التعليمية التابعة لها .
وأشار العباس إلى التطورات الكبيرة التي شهدتها جامعة دمشق خلال السنوات الأخيرة ولاسيما زيادة عدد الكادر التدريسي والطلاب والاختصاصات العلمية المختلفة والكليات التابعة لها مبيناً أهمية مواصلة الجهود المبذولة للارتقاء بطرائق التدريس من خلال اتباع طرائق علمية وعملية متطورة بعيدة عن التلقين.
بدوره لفت الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق في معرض رده على مداخلات أعضاء الهيئة إلى أن جامعة دمشق تعمل على دراسة تجارب وخبرات الجامعات في الدول المجاورة للاستفادة منها في تطبيق نظام الساعات المعتمدة إضافة إلى تأهيل كادر تدريسي يكون رديفاً للأساتذة الموجودين على رأس عملهم حالياً من خلال إيفادهم إلى الدول الأخرى وفق الخطط المقررة بهذا الشأن.
وحول إمكانية زيادة عدد المقبولين في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق بين معلا عدم إمكانية اتخاذ هذه الخطوة حالياً بسبب عدم قدرة سوق العمل على استيعاب المزيد من المهندسين الزراعيين رغم توفر البنى التحتية والمساحات اللازمة في الكلية موضحاً أن الجامعة ستعمد إلى التوسع في الدراسات العليا والبحث العلمي بهدف الارتقاء بعمل كلية الزراعة وتطوير مخرجاتها.
حضر الاجتماع أعضاء قيادة فرع الحزب بالجامعة ومعاونو وزير التعليم العالي ونواب رئيس الجامعة ومديرو المشافي التعليمية والمعاهد وعمداء الكليات وقيادات الشعب الحزبية ومديرو الإدارات المركزية في الجامعة.



عداد الزوار / 801341908 /