التربية وقيم المواطنة وأثرها على السلوك المدني في ندوة فكرية حوارية بجامعة دمشق

تركزت مناقشات ندوة "التربية والمواطنة" التي أقامتها كلية التربية بجامعة دمشق في السابع والعشرين من حزيران  حول محاور التربية وقيم المواطنة وأثر التربية على السلوك المدني والعلاقة بينها وبين المنظمات الشعبية إضافة إلى المواطنة والديمقراطية.
وأوضح الدكتور محمود السيد استاذ أصول التربية في الكلية أن المواطنة هي مجموع القيم الإنسانية والمعايير السياسية والقانونية والممارسات الاجتماعية التي تمكن الفرد من الانخراط في مجتمعه والتفاعل معه إيجابيا والمشاركة في تدبير شؤونه والحفاظ على تماسكه ووحدته الوطنية وهي الحصن الحصين ضد ثقافة التيئيس والتثبيط والتشاوءم والسلبية والانهزامية وتفتح آفاقا ملؤها الثقة في استشراف مستقبل أفضل و تشجيع ذوي الأفكار النيرة البناءة لارتياد آفاقه.
ودعا إلى ترسيخ مفاهيم المواطنة والتربية عليها من خلال تنشئة اجتماعية ترمي إلى بناء الفرد المتكامل والمتوازن الواعي لحقوقه والملتزم بواجباته والمواكب لروح العصر والمؤمن بحقوق الإنسان ومبادئء العدالة والمساواة والخير للناس كافة والقادر على الانتاج والتنمية والمبادرة المبدعة والمتحلي بالروح العلمية والموضوعية والسلوك الديمقراطي والمتسم بالوسطية والتسامح والاعتدال والمعتز بالانتماء إلى وطنه وأمته.
بدوره لفت الدكتور أحمد كنعان عميد كلية التربية الرابعة بالقنيطرة إلى أن المواطنة تعني الهوية والانتماء والتمسك بالتراث والقيم ومحبة الوطن واحترام القوانين والذود عن الوطن والدفاع عنه ومقاومة الخطر الخارجي والفتن والتخريب وحماية المؤسسات العامة وقال ان المواطنة تتطلب مواكبة المستجدات العلمية والعمل على الابتكار والابداع ودعم الانتاج الوطني والحفاظ على الملكية العامة واتقان العمل إضافة إلى محبة الناس واحترامهم والتعاون معهم وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتجنب حب الذات والسلطوية والقمع والاستغلال وزيادة الوعي الاجتماعي.
ورأى أن غاية التربية على المواطنة تتمثل في تكوين المواطن الواعي الممارس لحقوقه وواجباته في إطار الجماعة التي ينتمي لها والعمل المبرمج من أجل تنمية القدرات والطاقات التي تؤهله مستقبلا لحماية خصوصياته وهويته وممارسة حقوقه وأداء واجباته بكل وعي ومسؤولية لافتا إلى أن المواطنة تتأسس على الوعي بالخصوصيات الحضارية التاريخية والوطنية والاستعداد لتنميتها وتوجيهها والدفاع عنها بكل الوسائل العلمية والمعرفية والمنهجية والمادية في احترام تام لخصوصيات الآخرين وتفاعل متميز مع مختلف التجارب وانفتاح موزون على كل الثقافات وحوار واع مع كل الحضارات.
من جانبه بين الدكتور عدنان الأحمد استاذ أصول التربية في الكلية أن السلوك المدني هو جميع التعبيرات اللفظية والحركية الملحوظة وجميع التعبيرات الداخلية غير العنيفة وغير العدوانية التي تصدر عن الفرد وتدل على أنه قد تطوع بكامل إرادته ووعيه للتكيف الإيجابي والفعال مع مجتمعه وآثر التوافق مع غيره من أجل العيش المشترك محلياً وإقليمياً ووطنيا وقوميا ضمن قواعد ومؤسسات عادلة تضمن الكرامة المستحقة لكل مواطن مهما كانت اختلافاته وخصوصياته شريطة الا يتخذ من هذه الخلافات والخصوصيات وسيلة للانقضاض على خصوصيات واختلاف وحقوق وحريات الآخرين.
واوضح الأحمد أن معايير السلوك المدني هي الالتزام بقوانين الدولة والنظام العام وممارسة الحقوق والواجبات وفق النظم والقوانين الناظمة للحريات وبخاصة حق الحرية كقيمة تتطلب عدم إيذاء الآخرين والمشاركة السياسية الواعية في إدارة المواطنين لشؤونهم بمسؤولية كاملة إضافة إلى تجنب سلوكيات العنف والعدوان وسوء التكيف مع المجتمع ورفض العيش المشترك ضمن قواعد ومؤسسات عادلة تضمن الكرامة المستحقة لكل مواطن.
بدوره تحدث الدكتور عيسى الشماس رئيس قسم أصول التربية في الكلية عن مفهوم المواطنة وطبيعتها لافتا إلى أن أبرز مكونات المواطنة هي الانتماء والمساواة والحقوق والواجبات واحترام القيم العامة مشيرا إلى أن هذه المكونات تتوج في المشاركة المجتمعية التي تجسد الجوهر الحقيقي للمواطنة من خلال الأعمال التطوعية والاسهام في الحياة السياسية من ترشيح وانتخاب والمشاركة الفاعلة في كل ما يخدم المصلحة العامة للوطن ويقوي أواصر التماسك بين أبنائه والالتزام بالوقوف في وجه التحديات التي تواجهه بإخلاص وتضحية.
وأشار الشماس إلى أن ثمة علاقة بين حقوق الإنسان والديمقراطية من جهة والمواطنة والديمقراطية من جهة أخرى وأن هذا ما أكدته المادة السادسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1984 موضحا أن المجتمع الديمقراطي كنظام تعاوني عادل بين المواطنين يجب أن يضمن لجميع المواطنين حقوقهم وحرياتهم الأساسية ليستطيعوا القيام بالواجبات المطلوبة تجاه مجتمعهم لأن فقدان أي مواطن لحقوقه وواجباته أو الانتقاص منها يفقده صفة المواطنية الحقيقية الأمر الذي يشعره باغتراب في مجتمعه فلا يكون مؤهلا للحياة الوطنية الاجتماعية السياسية.
وعرض الدكتور فرح المطلق معاون وزير التربية عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية الجهود التي تبذلها الوزارة بخصوص التربية على المواطنة من خلال إكساب الجيل مجموعة من المعارف والمهارات والخبرات والقيم والمثل التي تندرج تحت مفاهيم كثيرة منها المواطنة مشيرا إلى أن الوزارة وانطلاقا من فلسفتها التربوية وبدءا من المعايير الوطنية وأدلة التأليف خططت لتضمين مفهوم المواطنة وتفرعاتها في الوحدات الدرسية.
وأشار إلى أنه تم تشريب التدريبات والأنشطة والتقويمات هذا المفهوم في كل المواد الدراسية لاسيما المواد الاجتماعية والدينية واللغة العربية والفلسفة داعيا أعضاء الهيئة التدريسية في كليات التربية إلى إجراء بحوث حول مدى تلبية المناهج لمفهوم المواطنة وغيره من المفهومات الأساسية والسعي إلى سد الثغرات في هذه المجالات.
وتحدث الدكتور كمال بلان استاذ الإرشاد النفسي عن المواطنة والمنظمات الشعبية ودورها في تربية الجيل والعاملين تربية وطنية وتحصينه في مواجهة تحديات العصر لافتا إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المنظمات بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية في سد بعض الثغرات التي ظهرت مؤخراً في أداء هذه المنظمات.
شارك بالندوة الدكتور محمد الأحمد أمين فرع الجامعة للحزب وأعضاء قيادة الفرع والدكتور محمد الشيخ حمود عميد كلية التربية وأساتذة وطلبة الدراسات العليا في الكلية وعدد من المهتمين والطلبة.





عداد الزوار / 801320106 /