وزير التعليم العالي في جنوب إفريقيا يحاضر بجامعة دمشق


   وقد رحب الدكتور وائل  معلا رئيس الجامعة  بالوزير نزيماندة  مشيراً إلى أن السيرة الذاتية المؤثرة للسيد نزيماندة تتضمن العديد من الانجازات في المجالين السياسي والتعليمي وهو أمر له دلالة خاصة في بلد يترابط فيه هذين المجالين  حيث  كان عنصراً فعالاً في الحركات الطلابية خلال سنوات الكفاح ضد التمييز العنصري.
و بدأ وزير جنوب إفريقيا محاضرته بالإشادة والإعجاب بالسجل العريق لسورية في مجالات العلم والتعليم العالي و بالدور الهام الذي لعبه العلماء والمفكرين الوافدين إلى دمشق عبر القرون حيث أنتجوا ألاف الكتب والمجلدات التعليمية ونقلوا معارفهم وعاداتهم إلى الأجيال اللاحقة والذين شكلوا مصدرا للنهضة الأوربية عب ترجمتهم لأهم أعمال الفلاسفة لافتاً إلى أن المشاركة العلمية وتبادل الخبرات والمعلومات والتأويلات والتواصل العلمي مع الآخرين هو سبيلنا الوحيد لنكبر ونتطور كمجتمعات إنسانية لذا على المفكرين والعلماء في كل من سورية وجنوب إفريقيا أن يعملوا معا وبشكل أقرب لكي يوسعوا آفاق معارفهم العلمية والإنسانية.
وأضاف :عندما وصلنا إلى سدة الحكم عام 1994  بعد انتصارنا  على حكم التمييز العنصري كان علينا مواجهة الخلل العميق الناتج عن التعليم المتاح لأطفال الحاكم وشبه التعليم الذي يتلقاه المحكوم حيث احتل  التعليم جزءاً كبيراً من مسيرة النضال ضد التمييز العنصري كما شكل أولوية للحكومات المتعاقبة على البلاد وقد تم تخصيص 20% من الموازنة العامة السنوية لقطاع التعليم العالي من فكان التحدي الأكبر توفير القدرة الكافية لاستيعاب  الملايين من الطلاب دون إهمال لنوعية التعليم.
وتابع : نواجه في وزارة التعليم العالي تحدياً  يقوم على تزويد الشباب بالتعليم المناسب وتسليحهم بالمهارات اللازمة للمساهمة بالاقتصاد الوطني فالتعليم والاقتصاد أمران لا فصل بينهما فليس هناك اقتصاد معزول عن الحركات الاقتصادية العالمية.
وذكر  الوزير نزيماندة  بأنه سيتم توقيع اتفاقية تعاون ثنائية في مجال التعليم العالي  بين وزارتي التعليم العالي  في سورية وجنوب افريقيا  وكجزء من هذا التعاون سيتم تأسيس برنامج دراسات إفريقية في جامعة دمشق وبرنامج دراسات شرق أوسطية في جامعة كايب تاون بجنوب افريقيا. حيث تعتبر حكومة جنوب افريقيا هذا الاتفاق بمثابة تطور في مصلحة تقوية العلاقات الثنائية العلمية وتوطيد التفاهم المشترك  لشعبي البلدين.
  وفي موضوع العولمة  أشار الوزير  إلى  أنه  يتحتم على  بعض البلدان كجنوب إفريقيا وسورية مواجهة الركود الاقتصادي العالمي  ففي الوقت الذي تنهمك فيه  وسائل الإعلام بتسليط الضوء عل آثار الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد المتطور حول العالم نجد أن أحداً لا يلق أهمية للأزمات الموجودة منذ زمن طويل في إفريقيا والناجمة عن التخلف الاستعماري فهذه الأزمة لها آثار تمتد على نطاق عالمي ولذا يجب علينا النظر إليها من منظور عالمي أيضاً فالبقاء تحت رحمة قوى السوق الأوربي ـ الأمريكي لم يعد ممكنا وهنا فإن التعليم النوعي الذي يتماشى ومتطلبات مجتمعاتنا هو السبيل الأهم للحصول على الاكتفاء الذاتي وهو طريق طويل ولكن سيضعنا في نهاية المطاف أمام التغيير الذي تصبو اليه مجتمعاتنا  فالتدريب والتأهيل وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة هو جزء من المهمة التي تقع على عاتق حكوماتنا  حيث تلعب البحوث في المجالات الطبية والهندسية والاقتصادية وكذلك في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية دوراً هاماً في الحفاظ على استقلال مجتمعاتنا ودفع بلادنا قدماً لتصبح في صفوف الأفضل في العالم.
وأضاف : لقد قررنا في جنوب إفريقيا ألا ندع أبواب التعليم مفتوحة أمام قوى السوق حيث المشاريع الخاصة التي لا تهدف إلا لتحقيق الربح  فالدولة هي المسؤول الوحيد عن صياغة البرامج التعليمية  التي تتلائم ومتطلبات التغيير من منظورها الواسع ويتعين علينا أن نبحث عن  حلول بديلة ومراكز معلومات ومصادر جديدة للبحوث العلمية  فالكثير من البحوث ما زالت قيد السيطرة والاحتكار بأوامر  ومتطلبات الغرب كما يحتم علينا نحن اللاغربيين أن ننشئ شبكات معرفية قوية ونسعى لتبادل الخبرات والمعلومات لإغناء  تجاربنا وخبراتنا في شتى المجالات  وأشار إلى أن التزام سورية بالابتكار في التعليم إلى جانب توظيف  التكنولوجيا في خدمة التعليم والتزامها بدعم التعليم العالي يجعلنا شركاء طبيعيين في احتضان وإنشاء شبكات معرفية جديدة.
 وفي معرض رده على تساؤلات الحضور رأى وزير جنوب افريقيا بأن خصخصة التعليم هو تهديد لنوعية التعليم العام والمصلحة العامة  فالتعليم الخاص يحمل الكثير من المخاطر و يجب أن يكون هناك آليات رقابية محددة عليه  والدور الريادي في مصلحة التعليم يقع على الحكومات كما انه يجب العمل على أن لا يتأثر التعليم بالأزمة الاقتصادية العالمية  كما جاء في إعلان منظمة اليونسكو العالمية.  
 وختم محاضرته بالقول : سورية التي رأيتها  خلال زيارتي هي ليست سورية التي تصورها وسائل الإعلام الغربية فهي ملئيه بالزيف وتشويه الحقائق  إنها بلد الأمان والعيش والتآخي المشترك.   

 


 



عداد الزوار / 801191906 /