بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله حفل تأبين الدكتور الراحل عبد الله واثق شهيد

أقيم بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق حفل تأبين للدكتور الراحل عبد الله واثق شهيد بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله وذلك في قاعة المحاضرات بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وفعاليات سياسية وثقافية وإعلامية.
وألقى وزير التعليم العالي الدكتور عامر مارديني كلمة أكد فيها “أن الراحل الدكتور عبد الله واثق شهيد كان عقلا متفتقا بالعلم والمعرفة واعتلى منابر العلم والمعرفة في المغترب ومزج بين العلم والتربية وخطط لتطوير التعليم العالي في سورية وجعل من مركز البحوث منارة سورية إلى العالم المتحضر ونقطة علام على المستوى الوطني والعربي والعالمي”
وأوضح وزير التعليم العالي أن الراحل واحد من الشخصيات الوطنية الفذة والمتميزة كما تشهد أعماله العلمية ومهماته التي تولاها والانجازات العظيمة التي أسهم في تحقيقها من خلال المواقع التي شغلها وكل ذلك كان بجدارة واقتدار مضافا إليها مناقب أخلاقية وإخلاص وولاء للوطن والتزام بالواجب حيث عمل على محاربة ظلام الجهل والتخلف وانارة طريق الخير والعطاء والنور والمعرفة للأجيال القادمة.
وقال رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني في كلمته “انتخب الدكتور شهيد عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية عام 1988 وأصبح الأمين العام للمجمع منذ عام 1996 وحتى عام 2008 حيث اتسمت ممارسته للأمانة بما هو معروف عنه من صبر وأناة ودقة في معالجة المشكلات وحنكة في الوصول إلى الأهداف المرجوة”.
وتابع المحاسني “أدخل الراحل إلى مجمع اللغة العربية مفهوماً جديداً كان قد طبقه على الجامعات وهو إيجاد هيئة فنية موازية للوظائف الإدارية في المجمع وأفرادها جامعيون أرادوا الاستمرار في بحوثهم العلمية بحيث يستفيد المجمع من وجودهم أمناء للجان يشاركون الأعضاء العاملين في بحوثهم كي يبقوا متدرجين في سلم الشهادات العلمية العليا”.
وبين رئيس مجمع اللغة العربية أن الدافع الرئيسي لهذه الأعمال قيام مشروع توحيد المصطلحات العلمية التدريسية في جامعات سورية بعد أن تبين وجود الكثير من الاختلافات بينها تبعاً للمشارب الثقافية الأجنبية التي حمل الأساتذة تأثيراتها فتم تأليف لجان متخصصة للنظر في توحيد تلك المصطلحات.

وقال الدكتور عمرو ارمنازي مدير مركز البحوث العلمية في كلمة المركز “مثل مركز الدراسات والبحوث العلمية بالنسبة للراحل الدكتور شهيد تجسيدا لرؤى وطنية عميقة ومتكاملة تتجاوز الغايات المباشرة المقصودة من اشادة مؤسسة علمية تقانية وطنية متقدمة تستند إلى تشريعات ونظم عمل حديثة ومرنة وتتمتع بقدرات بشرية ومادية مهمة ومتنامية وبادارة عامة وعلمية فاعلة”.

وأضاف ارمنازي “كان الراحل مثال العالم المتواضع الذي يعتز بعلمه وينقله للاخرين ويوظفه في تطوير العلم في المؤسسة وكان منفتحا على التعلم من معارف وخبرات الأخرين في المركز والاستفادة من كفاءاتهم في بلورة وتطوير رؤاه وأفكاره وفي صياغة استراتيجيات وتوجهات المؤسسة العلمية والتقانية والتنظيمية حيث كان يؤمن إيمانا راسخا بدور العلم والتقانة في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات النامية”

وأشار رئيس جامعة دمشق الدكتور حسان الكردي إلى أن مشاركة جامعة دمشق في تأبين الدكتور شهيد يقدم صورة من صور الوفاء لاستاذ وعلم من أعلام العلم في سورية وتؤكد تقديرها لجهوده التي بذلها في خدمة العلم وبناء الأجيال معرفيا ووجدانيا كما تجدد اعتزازها بالأثر الطيب الني نسجه في تاريخ منظومة التعليم العالي في سورية تأكيدا على تبني الجامعة نهج الحرص على القيام بدورها وواجبها تجاه علمائها والتذكير بتجاربهم وابداعاتهم ووضعها أمام اجيال الطلبة لتكون نبراسا لهم في الجد والاجتهاد وتحصيل العلم .

وفي كلمة أصدقاء الفقيد أشار الدكتور عماد الصابوني إلى أن الدكتور شهيد كان مديرا ناجحا ارتبط اسمه بالمهارة وقوة الشخصية وبالاخلاص والنزاهة وبالمتابعة الحثيثة للعمل والمشروعات إضافة إلى اهتمامه المستمر على المستوى الإنساني الشخصي بجميع العاملين في مركز البحوث العلمية كما كان يتابع الطلاب في حياتهم الدراسية وما بعدها ويقدم لهم كل ما يحتاجونه في حياتهم الدراسية والشخصية .

ورأى الدكتور أحمد الحصري في كلمة طلاب الفقيد أن الدكتور شهيد أمضى حياة مليئة بالعطاء سواء أكان مدرسا جامعيا أم مديرا لمركز الدراسات والبحوث العلمية أم امينا لمجمع اللغة العربية أم رئيسا للجنة التي اعدت معجم مصطلحات الفيزياء موضحا أننا خسرنا بققدانه رجلا أنجز أعمالا عملاقة واستنهض لانجازها رجالا مخلصين لهذا البلد الصامد تعلموا منه.

وقال الدكتور زكريا جقل ابن أخت الراحل شهيد في كلمة ال الفقيد “عرفتم فقيدنا رجل علم وفكر وأدب وعرفتموه مربيا واستاذا جامعيا ومسؤولا في مواضع مختلفة لكننا عرفناه فوق كل ذلك ابا حنونا واخا نصوحا رغم مشاغله الكبيرة واهتمامه بعلمه حتى أخر أيامه لقد كان يهتم بعائلته صغيرها وكبيرها ولم يكن لينسى رفاق العمر والصحبة ورفاق العمل العلمي والأكاديمي حيث يكن لهم كل الحب والتقدير ويثني على أعمالهم وأخلاقهم”.

يذكر أن الدكتور عبد الله واثق شهيد من مواليد دارة عزة بحلب عام 1927 باحث فيزيائي ووزير سوري سابق تخرج من قسم الفيزياء في كلية العلوم بالجامعة السورية جامعة دمشق حالياً عام 1951 حيث يعد من أبرز أعلام سورية حصل على شهادة الدكتوراه في الطاقة النووية من فرنسا وكان أول وزير للتعليم العالي عام
1966 وفي عام 1971 م كان أول مدير لمركز البحوث و الدراسات العلمية في سورية بمحافظة حلب و بقي في هذا المنصب حتى عام 1994/.

وكان الراحل عضوا في المجلس الأعلى للعلوم في سورية ورئيس لجنة الطاقة الذرية لعدة سنوات ورئيس لجنة الإنسان والبيئة ورئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا وعضو مجلس البحث العلمي الاتحادي وعضو اللجنة الاستشارية لمجلس الاقتصاد الاجتماعي للأمم المتحدة أكاست لعدة سنوات وعضو اللجنة الاستشارية للمدير العام لليونيسكو بشأن البحث العلمي والحاجات الإنسانية واختير رئيساً للجنة الاستراتيجية للعلوم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كما انتخب سنة 1988م كعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق ثم أمينا عاماً للمجمع نفسه حتى عام 1995م.

وللفقيد العديد من المؤلفات الجامعية منها الميكانيك الفيزيائي والترموديناميك والفيزياء النظرية والفيزياء الحديثة وغيرها.



عداد الزوار / 800898407 /