ورشة عمل في كلية الاداب بعنوان مشكلات الطفولة في سورية اليوم

2015/4/28

ركز المشاركون في ورشة عمل أقامتها كلية الأداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بعنوان “مشكلات الطفولة في سورية اليوم” على العنف الأسري ضد الطفل وحقوق الأطفال وتأثرهم بوسائل الإعلام.
وأكد المشاركون بالورشة المقامة على المدرج الخامس بالكلية أهمية نشر التوعية بحقوق الطفل الأساسية التي تتيح تنمية قدراته ونموه السليم والتوجه إلى الأسرة كونها البنية الاساسية والبيئة الطبيعية لنمو أفرادها لتتمكن من النهوض بمسؤولياتها كاملة تجاه أفرادها والمجتمع كما أكدوا ضرورة وضع قوانين حازمة بشأن الحاق الأطفال بالمدارس.
وتحدث عميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية الدكتور خالد حلبوني عن الدور المنوط بمؤسسات التعليم لتطوير المجتمع وتوعيه الأفراد لافتا إلى أن الكلية استطاعت خلال السنوات الماضية أن “تقوم بدور هام وفاعل في المشهد الثقافي بالمجتمع والارتقاء بالوعي وتكريس ثقافة الحوار”.
بدورها أكدت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان هديل الأسمر أهمية التركيز في الموضوعات المطروحة من قبل جامعة دمشق على الحد من العنف ضد الأطفال خاصة أن الأطفال السوريين يعيشون حالات من العنف غير المسبوق في ظل الظروف الراهنة.
وذكرت الأسمر أن مناهضة العنف الممارس ضد الأطفال اتخذت مسارا وعملا ممنهجا ومستمرا تقوم به مؤسسات حكومية وأهلية ودولية من ضمنها مراكز الدراسات بالجامعات ولا سيما بعد اتفاقية حقوق الطفل والبرتوكولين الاختياريين الملحقين بها مشيرة إلى أن تسرب الأطفال من المدارس يجعلهم عرضة للعنف والاستغلال وأسوا أشكال العمل كالتسول والتجنيد في العمليات القتالية.
من جهته أكد عميد كلية الاعلام الدكتور بطرس الحلاق أهمية التركيز على الأسرة ودورها باعتبارها الحلقة الأهم في عملية التأثير على الطفل ونموه السليم لتحصينه ضد التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام والفضائيات التي تعمل على تزييف الوعي لدى الأطفال والناشئة وحالات الاحباط وتعطيل ملكة الخيال لديهم وتنمية العنف فكرا وسلوكا خاصة أن وسائل الإعلام في معظمها ليست تربوية وإنما ربحية وسياسية.
كما أشارت رئيسة قسم علم الاجتماع بالكلية الدكتورة أمل دكاك إلى خطورة وسائل الإعلام باعتبارها تشكل إحدى أدوات تنشئة الأطفال ولا سيما من خلال التأثير على سلوكهم وتعميم ثقافة العنف والتعصب وعدم احترام الرأي الاخر لافتة إلى ضرورة إعداد استراتيجية للنهوض بالبرامج الموجهة للاطفال بما يضمن تحصينهم وحمايتهم من الغزو الثقافي والإعلامي.
من جانبه رأى الدكتور أحمد الاصفر أن دور الإعلام المغرض يتمثل في تفكيك العلاقات الأسرية بالمجتمع السوري وانعدام الثقة وتشويه العلاقات الاجتماعية وتكريس حالات العنف المختلفة لافتا إلى ضرورة وجود رؤية متكاملة لكيفية التعامل مع الرسائل الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة.
وطالب عميد كلية الحقوق الدكتور محمد حاتم بيات بتوفير الحماية القانونية والدولية والرعاية التي أكدت عليها المجتمعات الدولية والمنظمات الحقوقية للأطفال بوجه الإرهاب والاعتداءات التي تنفذها التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من تلك الدول على الشعب السوري.
وحول الحياة التعليمية للأطفال في سورية اعتبر الدكتور بلال عرابي من الكلية أن تعليم الأطفال هو قضية قومية وفي غاية الأهمية كون المدرسة هي الحاضن الأساسي لتعزيز ثقافة المجتمع ووحدته لدى الأطفال والناشئة لافتا إلى الارتفاع الكبير بنسب التسرب من المدارس إلى جانب حرمان الكثير من الأطفال المقيمين في مخيمات اللجوء خارج الحدود من التعليم ما يجعلهم عرضة للجهل والاستغلال.
من جهتها لفتت الدكتورة ليلى داود من كلية الأداب والعلوم الإنسانية إلى وجود عنف أسري مقصود وغير مقصود يتضمن جميع الأنماط السلوكية المرتبطة بالظروف الأسرية المحيطة بالأطفال والتي تنتهك حقوقهم وتترك آثارها السلبية في شخصياتهم الأمر الذي يفترض حماية الطفل ضمن أسرته وهنا يبرز دور الاتحادات والجمعيات الأهلية لتعميق النقاشات الجماعية للتخفيف من العنف الممارس ضد الطفل.
من جهته لفت الدكتور أديب عقيل من الكلية أيضا إلى أهمية إيجاد ثقافة جديدة في المجتمع تسهم في توحيد أواصر العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد والانتماء إلى أرض الوطن في مواجهة الأفكار الهادمة التي تغذي العنف ضد المرأة والطفل.
حضر ورشة العمل عدد كبير من طلاب الجامعة والمهتمين.



عداد الزوار / 800901278 /