بدء فعاليات مؤتمر /أخلاقيات وآداب / بجامعة دمشق


10/5/2015
بدات في قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق  اليوم فعاليات مؤتمر /أخلاقيات وآداب/ الذي تقيمه نقابة اطباء سورية بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئة العامة للطب الشرعي في سورية وجمعيات اهلية.
وأكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون ان الازمة التي نعيشها الان  أساسها غياب الأخلاق واهمال القيم الأخلاقية وفصلها عن الدين داعيا الى اعادة النظر بالقيم الأخلاقية ودراستها بتعمق من اجل بلوغ السمو الأخلاقي وبناء الساجد والعابد قبل بناء المساجد والمعابد.
وأضاف المفتي حسون..  حين يجهل الإنسان مكانة العلم فانه يفقد مرتبة خليفة الله تعالى على الارض وان الفضل يكون بالعلم وحده لا بالمناصب مشيرا إلى أهمية الحكمة ونبذ التطرف والابتعاد عن التعصب ونشر المحبة والتسامح بين مختلف أبناء الشعب الواحد.
ودعا سماحة المفتي الى إعادة النظر بالانتماء الديني والسياسي والوطني من خلال اعادة تصحيح المصطلحات مؤكدا انه// لا وجود لتصارع للحضارات وانما الصراع هو صراع سياسي بين الدول حول الحضارة//.
وقال // ان الامة التي تريد ان تكون  خير امة لا بد ان تحمل الاخلاق والصدق للعالم وان الشعب السوري الصامد منذ سنوات خمس حارب ودافع بفضل الأخلاق والقيم التي يملكها عن عرضه وكرامته ووطنه // معتبر انعقاد المؤتمر رسالة مفادها ان // سر صمود سورية هو اخلاق شعبها وقيم قائدها وسمو أفكار جيشها//.
وأشار مفتي الجمهورية الى ان النصوص الدينية بحاجة الى إعادة تفسير ودراسة باعتبارها قيم متحركة في الحياة وليست عبادات جامدة وان العقيدة هي البذرة فإن صلحت الأخلاق نتج عنها ثمار حسنة داعيا جيل الشباب لاعادة قراءة تاريخ الامة وتمزيق خارطة سورية التي وضعها المستعمر قبل 100 عام.
وتحدث نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن عن الدور الأخلاقي للأطباء في المرحلة الراهنة معتبرا ان الأخلاق الطبية تقتضي معرفة القيم الأخلاقية الخاصة بعلم الطب ومكملاته وإبراز هامش الرحمة والاحترام والواجبات والحقوق والاستقلالية والحيادية من أجل تحسين العمل الطبي والخبرة والمعرفة.
ودعا الى حشد الجهود وتعبئة الطاقات من أجل العمل سويا في نشر وتعزيز ثقافة المبادئ الإنسانية وضمان حماية حقوق المدافعين عنها في ظل الأوضاع الصعبة وتقديم العون وتخفيف معاناة المتضررين واعتماد مبدأ الحيادية وعدم التحيز والاستقلالية والشمول لكل المحتاجين معتبرا ان العمل الإنساني هو في الأساس مساعدة المحتاجين ومعالجة المصابين وعلى الأطباء القيام بأدوار سياسية أو حقوقية.
وبين ان نسبة الأطباء إلى مجموع السكان في سورية تعد عالية عالميا فمعدل عدد الأطباء البشريين هو /1ر15 /  لكل 100 ألف نسمة و/8ر7 / طبيب أسنان لكل 100ألف نسمة مشيرا الى ان سورية تعتبر من الدول المصدرة للأطباء في سوق العمل وخاصة إلى دول الخليج وبدرجة أقل للغرب.
وعزا هجرة الاطباء لاسباب اقتصادية واستهداف الأطباء وعدم وجود مكان آمن لعملهم اضافة الى استهداف  المشافي وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والأطباء والكوادر الصحية كجزء من استراتيجيات الحرب على سورية مشيرا الى واقع الكادر الطبي خلال الأزمة والتخريب الذي طال المؤسسات الصحية في القطاعين العام و الخاص وخروج أكثر من 60 بالمئة من المنشآت الطبية عن الخدمة فضلا عن تخريب عدد كبير من العيادات الخاصة والمراكز الطبية التخصصية.
من جهته تحدث أستاذ الإبستمولوجية بجامعة دمشق و رئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية الدكتور عماد فوزي شعيبي عن الفوضى العارمة وتعذر تشكيل نظام دولي وتأثيراته على العالم  معتبرا ان //عالم اليوم عديم القطبية نتيجة حتمية للعولمة والمسألة ببساطة هي تغيير العالم وتحويله إلى عماه ليس فيه من منظم الا قوة الخالق الذي هو الولايات المتحدة//.
وقال //إن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط  تفتت والفارق كبير بين التفتّت والتفكك  وما يحدث ببعض دول المنطقة الآن هو التفتت بسبب غياب القاسم الجامع بين مكونات بعض الدول جراء الصراع كما أنه لا توجد تفاهمات دولية أو غياب إرادة رافضة للتفكك// معتبرا المرجل الأساسي الذي يبث الفوضى المعاصرة هو منطقة الشرق الأوسط.
واضاف .. في السنوات المقبلة سيكون هناك العديد من الدول الضعيفة في اوربا وغير القادرة على ضبط مساحات شاسعة من أراضيها كما سيكون هنالك ميليشيات ومجموعات إرهابية تعمل على زيادة نفوذها وأيضا حرب أهلية وحرب بين الدول كما ستظهر الهويات الطائفية والمجتمعية بشكل أكبر وتتفوق على الهويات الوطنية مؤكدا ان //الشرق الأوسط إلى تفكك  وتشظ فحالة دولة الخلافة قد تصبح واقعا وتبدأ المفاوضات والاعترافات بها تباعا وقد يتمخض عن الظاهرة خلافات اسلامية أخرى//.
بدوره تطرق الدكتور رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور حسين نوفل الى تجارة الاعضاء في فترة الحرب والارهاب وأشكال الاستغلال في الاتجار بالأشخاص معتبرا ان الاتجار بالأشخاص هو تجنيد أو نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال أي شخص بواسطة التهديد بالقوة أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا.
واشار الى ان ابرز اشكال الاتجار بالاطفال تتضمن التسول المنظم وخطفهم بغرض بيعهم اضافة الى العمالة القسرية والاتجار بالاعضاء والسياحة الجنسية واستغلالهم في الاعمال الاباحية عبر الانترنت او الدعارة مستعرضا أشكال الاستغلال كالسخرة والخدمة قسرا و الاسترقاق و نزع الأعضاء.
من جانبه تطرق المحاضر جمال زين العابدين الى زراعة الأعضاء البشرية بين السرقة والوهب معتبرا انتشار ظاهرة الإتجار بالأعضاء البشرية دليلا على وجود أزمة أخلاق على الصعيد العالمي بعد انتشارها على المستوى الدولي مؤكدا ان غياب الوازع الديني والأخلاقي لدى البائعين لأعضاء جسدهم أو عند المشترين وحتى الأطباء يعد سببا رئيسا في ظهورها فضلا عن غياب الواجب المهني لدى الأطباء.
واستعرض زين الدين من مركز أشرعة المتوسط للدراسات الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعض قضايا سرقة الأعضاء على مستوى العالم مستشهدا بتقرير إخباري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي حول تجنيد تنظيم// داعش // مجموعة من أطباء دول العالم بينهم أطباء إسرائيليون من أجل المتاجرة بالأعضاء البشرية لضحايا هذا التنظيم وبيعها لعصابات الإتجار في سورية والعراق وتركيا وذلك بغرض زيادة تمويل التنظيم الذي يعتمد على تجارة المخدرات والبترول.
واضاف.. إن عمليات الإتجار بالأعضاء البشرية تشهد ارتفاعا  كبيرا في المناطق التي استبيحت من قبل المنظمات الإرهابية خصوصا القريبة من الحدود مع دول الجوار حيث تنشط //مافيات الأعضاء// داعيا لإنشاء شركة تأمين صحية دولية بالتعاون بين وزارات الداخلية في الدول المعنية مع الانتربول الدولي للمتبرعين بحيث تعطي الشركة المتبرع /بطاقة تأمين صحي إلكترونية/ تحتوي كافة المعلومات الطبية والتاريخ الصحي لحاملها وتسمح له بالعلاج المجاني في كل المستشفيات.
واكد ضرورة العمل على مشروع قانون يتضمن إنشاء هيئة مركزية تابعة لوزارة الصحة تتولى مهمة تنظيم عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة وحسب قيود النقل المتعارف عليها وتشديد الأحكام بحق كل من يتاجر بأعضاء السوريين عبر فرض عقوبات رادعة.
وفي مشاركة للسفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو قدمها الدكتور أنس شبيب  رأى رامبو أن نظام عالمي جديد سيخلق بفضل سورية  وأن الحرب في سورية وعليها ستحدد مصير العالم وهي تعد يقظة لإنهاء عالم  وحيد القطب وإنشاء عالم متعدد الأقطاب مشيرا إلى أن الأمريكان يحاولون خلق نظم موالية لهم في البلدان التي تمانعهم أو زعزعة استقرارها من الداخل بشتى الوسائل.  
بدوره اعتبر عميد كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور طاهر عبد الكريم سلوم في محاضرته ان البحث العلمي في التربية وعلم النفس يتطلب توافر مجموعه من القيم والمبادئ الأخلاقية في من يمارسه مشيرا الى ان ﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﻭﺍلأﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺠﺯﺀ ﻤﺘﺩﺍﺨل ﻭﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺨﻼﻗﻴﺎً.
واستعرض المبادئ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻷﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍلعلمية وﺍﻹﺭﺸﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ وﺃﺼﻭل ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ مشيرا الى ان الباحث العلمي لا بد ان يتسلح  بمواصفات أخلاقية جنبا إلى جنب المواصفات المعرفية والمنهجية ومنها الأمانة والصدق والموضوعية ومؤكدا ان جامعة دمشق تحاول ضبط المعايير الأخلاقية للبحث العلمي ومحاسبة المخلين بالشروط العلمية والأخلاقية في كل مرحلة من مراحل  البحث وذلك عبر لجانها العلمية عندما يظهر الخلل.
من جهته استعرض الدكتور انس شبيب من مركز أشرعة المتوسط والتجمع من أجل سورية في فرنسا مصادر تمويل تنظيم //داعش// الارهابي  مشيرا الى ان النفط يعد المصدر الاول للتنظيم من خلال قيام اوربا وتركيا بشراء النفط اضافة الى التبادلات المالية للتنظيم عبر اكبر بنك في بريطانيا /اتش ا بي سي / الى جانب بعض البنوك العربية فضلا عن بعض الهبات والمساعدات الرسمية من دول السعودية والكويت وقطر والامارات.
وقال // ان أوربا والولايات المتحدة تدعي انها تحارب تنظيم داعش الإرهابي لكنها تموله// معتبرا ان استهداف ابار النفط التي يسيطر عليها التنظيم ليس الا استهداف للبنى التحية في سورية بهدف تدميرها.
وأضاف .. ان الأردن وتركيا تقومان بفتح معسكرات لاستقدام وجلب ارهابيين من 88 دول حول العالم وان قطر من قامت بالتمويل وفرنسا أسهمت بتقديم السلاح فيما أوربا تشتري النفط بدعم استخبارات من أمريكا.
وفي محاضرة  الفرنسي الخبير الفرنسي الان كورفيز القاه نيابة عنه الدكتور اميل كته  أشار كورفيز أن الصراعات الجارية في العالم تفجرت في كل مكان، وخاصة في الشرق الأوسط، الامر الذي أدى إلى الأعمال الرهيبة والبشعة التي ارتكبها المتعصبون، والتي تغذيها القوى الكبرى من أجل الوصول إلى أهدافها الإستراتيجية من خلال الحفاظ على الأزمات الإقليمية حيث أن امتلاك الأسلحة النووية يمنع المواجهات المباشرة بينها لافتا إلى أن هذا هو الحال في القتال الذي يخوضه تنظيم /داعش/ .
ولفت كورفيز  إلى أن الولايات المتحدة قد بنت الآن تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في حين أن الجميع يعلم بأنها، جنباً إلى جنب مع حلفائها العرب والأتراك، هي المسؤولة عن خلق ومساعدة هذه الذرية من الإرهابيين الإسلاميين مشيرا إلى أن الضربات الجوية قد تكون مفيدة في هزيمة تنظيم /داعش/إلا أن الخبراء العسكريون يدركون أن القوات الموجودة على الأرض هي الوحيدة التي ستكون قادرة على القضاء على المتطرفين الذين أتيح لهم التسليح والتدريب الجيد من خلال التواطؤ.
بدوره أوضح الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة دمشق الدكتور هواش شاهين  بأن العقوبات الأميركية والأوروبية وغيرها التي فرضت على سورية من مؤسسات وشركات وأفراد تعد تدابير انفرادية غير مشروعة وتخالف قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان لافتا إلى عدم مشروعية هذه الإجراءات في القانون الدولي وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

واستعرض الدكتور آصف الشاهر واقع الطفولة في ظل الحروب والآثار النفسية والجسدية التي تقع على الأطفال   داعيا إلى ضرورة   توفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية وتهدئتهم وطمأنتهم .
كما شدد على ضرورة تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية و مساعدتهم في فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم ، التحدث معهم عن الأوضاع التي تخيفهم  و تقديم الإرشاد والمعالجة النفسية للأطفال الذين تعرضوا للصدمة.
كما أكد على أهمية  دعم أسر هؤلاء الأطفال  وتهيئة الظروف من أجل  العودة إلى المدرسة وإشغالهم بالدراسة وأن تهتم المدارس بزيادة حصص الأنشطة بكافة المجالات .

ويشارك في المؤتمر أساتذة وباحثون وخبراء من هيئات وجمعيات حكومية وأهلية من سورية  وفرنسا والجزائر ويقدر عدد الأوراق المقدمة إلى المؤتمر بنحو 20 ورقة علمية.



عداد الزوار / 800967030 /