معرض يوثق المجازر والانتهاكات المرتكبة ضد سورية

/4/24 /2015
ركزت محاور الجلسة الثانية من المؤتمر الدولي الذي تقيمه جامعة دمشق على مدرجها تحت عنوان/ سورية إلى إعادة البناء/ على انتهاكات ومجازر التنظيمات الارهابية ضد الشعب السوري واستعراض شهادات حية لماساة معلولا وجامعة دمشق من الارهاب وملف المفقودين والاثار البيئية الناجمة عن هذه الانتهاكات على قطاع النفط في سورية.
وقدم البروفيسور ديلان هايز عرضا عن ابرز الانتهاكات والجرائم والمجازر واعمال القتل والإبادة التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان بهدف محو ثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم وتراثهم معتبرا ان // ما يتعرض له الشعب السوري اليوم نوع من الإبادة على يد قتلة ومجرمين جندهم العثمانيون الجدد //.
وقال البروفيسور هايز .. // أن أساس منهج التنظيمات الإرهابية القتل والذبح وتدمير الحضارة لأنهم ينتمون لمجتمعات ودول لا تمتلك أي قيم او ثقافة او حضارة وهذا يتجلى في الاعمال التي يقومون بها من قتل واستباحة ورق وبيع للنساء في اسواق النخاسة بمختلف المدن السورية والعراقية//.
وأضاف .. ان ما قامت به تركيا في السابق من اضطهاد للارمن والسريان والشعوب التي كانت تحت امرتها تقوم به الان في المدن السورية من خلال التنظيمات الإرهابية التي تحتضنها وتقدم لها الدعم داعيا الى محاسبة مرتكبي المجازر و//قتلة العصر الحديث// على أعمالهم الإجرامية التي هي ضد الإنسانية حتى لا يشهد العالم إبادات أخرى .
واعتبر البروفيسور هايز .. إحياء الذكرى المئوية للإبادة الارمنية مناسبة لإطلاق دعوة لمساعدة الشعب السوري ورفع الظلم عنه مضيفا .. أن //الدول المعادية لسورية لن تستسلم لان هناك إرادة قوية لدى السوريين في الدفاع عن وطنهم لكنها بنفس الوقت لن تنتصر//.
ودعا هايز السوريين إلى عدم الاستسلام والحفاظ على وطنهم وحضارتهم والتسلح بالإيمان من اجل الانتصار لبلدهم مستشهدا بالمذابح وأعمال القتل الجماعي التي مارستها الولايات المتحدة في كمبوديا وفيتنام.
بدورها اعتبرت المدرسة في المعهد للغات بجامعة دمشق الدكتورة /نورا اريسيان/ في محاضرتها عن /الابادة الارمنية جريمة مستمرة/ اعمال الابادة // وسيلة لوقف نمو وازدهار الارمن// في إطار سياسات العثمانيين لتتريك الأقليات العرقية وطمس ثقافاتهم .
وأضافت .. ان إحياء الذكرى المئوية للإبادة الارمنية لا يتركز على الماضي بقدر ما يعد مطلبا دوليا ودعوة انسانية حتى لا تتكرر أعمال إبادة في دول ومناطق مختلفة من العالم داعية الى محاسبة وملاحقة مرتكبي المجازر والاعتراف الرسمي بوقوعها والتعويض من قبل الدولة التركية عن الإضرار التي تكبدها الشعب الارمني وإعادة الممتلكات المصادرة إليه.
وأشارت الدكتورة /اريسيان / إلى الدعم والعون الذي قدمه الشعب السوري للأرمن الناجين ابان فترة المجازر التي ارتكبها العثمانيون من خلال إيوائهم وتقديم المسكن لهم وحمايتهم إلى أن استقروا في المدن السورية وشاركوا في بناء وازدهار سورية.
من جهته تطرق المدرس في شعبة تعليم اللغة الارامية بمدينة معلولا جورج رزق الله الى الماساة التي حلت بالمدينة جراء الارهاب في العام الماضي والدمار والخراب الذي نتج عنه معتبرا تعرض المدينة لهذه الهجمة البربرية الظالمة وحرق ونهب وانتهاك اماكنها المقدسة استهداف لنسيجها السكاني والعمراني الفريد من نوعه.
وقال /رزق الله/ .. ان شعبة تعليم اللغة الارامية في معلولا كانت اول من اكتوى بنار الارهاب واعمال التخريب وتحطيم محتوياتها واحراق مكتبتها التي امتلكت كتبا ومخطوطات نادرة لان المعتدين جهلة وضد العلم والحضارة والتقدم مستعرضا بعض المشاهد لدور العبادة والمنازل المتهدمة بسبب الارهاب.
من جانبه اشار محمد العمري من وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الى اهمية المصالحات ودورها في مرحلة اعادة الاعمار من خلال تهيئة الظروف الموضوعية لاطلاق العملية السياسية التي تنتهي بدورها بمؤتمر شامل للمصالحة والحوار الوطني وفق البرنامج السياسي لحل الازمة في سورية فضلا عن ان انجاز المصالحات وعودة الأمان للمناطق يشجع المواطنين السوريين على العودة لديارهم والمساهمة في اعادة اعمارها.
وتحدث العمري عن متابعة الوزارة وتنسيقها مع الجهات والمؤسسات الرسمية الأخرى فيما يخص ملف المفقودين ابتداء من توثيق الحالات وانتهاء بمعرفة الظروف التي حصلت فيها حالة الفقدان ووصولا لمعالجة الملف مبينا ان المصالحات المحلية تجرى اليوم في 50 منطقة في الارياف والمدن بهدف اعادة الحياة الى طبيعتها ومختلف المؤسسات.
ولفت الى اهداف التنظيمات الارهابية من خطف المواطنين ومنها احداث شرخ في علاقة المواطن بمؤسسات الدولة والخطف بهدف طائفي والخطف للاستخدام غير الانساني كدروع بشرية في أعمالهم القتالية إضافة للخطف لاغراض مادية بحيث يصبح مصدرا لتمويل الإرهاب.
بدوره قدم مدير سلامة الغلاف الجوي بوزارة الدولة لشؤون البيئة المهندس ثائر الضيف عرضا عن تعدي واستيلاء التنظيمات الارهابية على خطوط وآبار النفط في المنطقة الشرقية  وما تمارسه من عمليات حرق وتكرير النفط بطرق بدائية لا تراعي معايير الصحة والسلامة مسببة تلوثا كارثيا أصاب البيئة المحيطة وأدى لتدمير كافة مظاهر الحياة فيها.
واضاف .. ان تكرير النفط بطرق بدائية وعشوائية يؤدي لانتشار كميات هائلة من الملوثات ولا سيما الغازية والسائلة إضافة إلى الإشعاعات المرافقة لعملية استخراج النفط في الأوساط البيئية من هواء وتربة وماء كما يؤدي لارتفاع ملوثات الهواء الرئيسية وغازي الهدروجين والميتان وجسيمات صلبة قد تحوي على معادن ثقيلة مشيرا الى انتشار الدخان الناجم عن عمليات التكرير في الجو وظهور غمامة سوداء جاثمة بشكل دائم ليلاً نهاراً على كامل تلك المنطقة.
ولفت الى الاثار الناجمة عن تسرب المنتجات النفطية للتربة وتحويلها من تربة خصبة إلى تربة عقيمة غير صالحة لجميع الكائنات الحية وخروج الأراضي الزراعية عن الخدمة كما في محافظة دير الزور فضلا عن صعوبة استصلاحها وتاثر الزراعات فيها خاصة زراعة القمح والقطن والشعير إضافة للخطر المباشر الذي ينتقل للإنسان عن طريق الخضراوات المزروعة في المنطقة وقطعان الماشية والتي تستهلك بشكل يومي.
وقال .. //ان تلوث الهواء بنواتج حرق وتكرير النفط بالطرق البدائية يعد السبب المباشر لكثير من الأمراض التنفسية حيث تزداد نسب الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عنها مع ارتفاع تراكيز الملوثات في الجو إضافة إلى الأثر التراكمي للمعادن الثقيلة في الجسم والعناصر المشعة والتي تؤثر مجتمعة على صحة الإنسان//.
واضاف الضيف.. قبل الأزمة كانت عمليات استخراج وتكرير النفط تخضع للمراقبة البيئية وتتم مراقبة الملوثات الناتجة عنها ومعالجتها بطرق علمية مدروسة تتبع أساليب السلامة المهنية والبيئية وخاصة فيما يتعلق بالمواد المشعة المرافقة أما في ظل الظروف الراهنة فإن المواد  المشعة تطلق في الوسط المحيط دون معالجة وهذا يسبب كوارث مستقبلية لاتظهر آثارها إلا بعد مرور فترة من الزمن.
واكد ان الممارسات التي تقوم بها المجموعات المسلحة في المنطقة الشرقية ونتائجها الكارثية على كافة الأصعدة الصحية والاقتصادية والبيئية ستتفاقم مع مرور الزمن وتتعدى الحدود المحلية مؤثرة في البيئة المحيطة والبيئة العالمية لاسيما جراء انبعاث غاز الكربون الذي تعمل الدول مجتمعة على تخفيضه من خلال الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية.
بدوره تطرق الدكتور جندب زعرور من كلية الهندسة المدنية إلى الأضرار المادية والبشرية التي لحقت بقطاع التعليم العالي بشكل عام وجامعة دمشق بشكل خاص.
ووأضح زعرور أن قيمة الأضرار المادية التي تم إحصاؤها بلغت 3،3 مليار ليرة سورية  في مؤسسات التعليم العالي والمشافي الجامعية في حين الأضرار التي لم يتم إحصاؤها قدرت بـ 5،5 مليار ليرة  بينما بلغت قيمة السرقات المادية للتجهيزات والسيارات 40 مليون ليرة  الخسائر البشرية   126 شهيد  و80 مخطوف.
وبين زعرور إلى أن قيمة الأضرار التي بجامعة دمشق قدرت ب100 مليون ليرة بجامعة دمشق وتمثلت بتدمير االبنى التحتية لبعض الكليات والمعاهد  كما فقدت 40 طالبا و20 من أعضاء الهيئة التدريسية و14 عاملاً .  
واستعرض زعرور أهم التجارب العالمية للاستفادة منها في إعادة تأهيل وإعمار البنى التحتية    مؤكداً على أن إعادة الاعمار مسؤولية الجميع وأن للطلبة دور أساسي في هذه العملية على المستوى الثقافي والعمراني والعلمي.
مروان




عداد الزوار / 800902984 /